مقدمة
سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، وتقع في الجزء الأول منه. وهي من السور المدنية، أي أنها نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتتضمن السورة العديد من الأحكام الشرعية، والدروس الأخلاقية، والمعارف الاعتقادية. ويختتم سورة البقرة بصفحة خالدة، حافلة بالمعاني الجليلة، والدروس البليغة، والذكريات العظيمة، التي تصور لنا مشاهد من رحلة بني إسرائيل في أرض مصر، ومحاولتهم التملص من العبودية، وتطلعهم إلى الحرية، وما واجهوه من تحديات ومصاعب، وما لاقوه من عذابات ومحن.
مضامين الصفحة الأخيرة من سورة البقرة
1. امتحان بني إسرائيل في مصر
في هذه الآيات، يذكر الله تعالى امتحانه لبني إسرائيل في أرض مصر، وكيف أنه أنعم عليهم بنعم عظيمة، ومنحهم أسباب الحياة الكريمة، وأمرهم أن يشكروا هذه النعم، وأن يتقوا الله، ويكونوا من عباده الصالحين. إلا أنهم وقعوا في الكفر والطغيان، وظلموا أنفسهم، وكذبوا على الله، فابتلاهم الله بالسنين العجاف، ونقص من أرزاقهم، وعاقبهم بالجدب والقحط.
2. دعوة موسى عليه السلام لبني إسرائيل
وعندما اشتد البلاء على بني إسرائيل، وتفاقم الوضع، بعث الله إليهم نبيًا من بنيهم، هو موسى عليه السلام، وأوحى إليه أن يهدي قومه، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويخلصهم من عبودية فرعون وملإه. فقام موسى بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده، وإخلاص الدين له، والتخلي عن الشرك والأوثان. ولكنه قوبل بالرفض والتكذيب من جانب فرعون وأتباعه.
3. معجزات موسى عليه السلام
ولكي يقنع موسى قومه بصدق نبوته، وتوكيده على ضرورة التخلص من العبودية، أرسل الله معه معجزات خارقة للعادة، منها العصا التي انقلبت إلى ثعبان عظيم، واليد البيضاء التي أصبحت ناصعة البياض عند إخراجها من جيبه، وتحويل الماء إلى دم، وإهلاك الحرث والنسل، وإرسال الجراد والقمل والضفادع على مصر، وشق البحر الأحمر، وغير ذلك من المعجزات الباهرة.
4. خروج بني إسرائيل من مصر
بعد هذه المعجزات، آمن موسى وجماعة من بني إسرائيل به، وتتبعوهم، وتبعوهم فرعون وجنوده، فشق الله البحر لموسى ومن معه، وأغرق فرعون وجنوده، ونجا موسى وبني إسرائيل من العبودية والظلم.
5. منة الله على بني إسرائيل
بعد خروج بني إسرائيل من مصر، أنعم الله عليهم بنعم عظيمة، منها منة المن والسلوى، وتظليلهم بالغمام، وإخراج الماء من الحجر، ورد الشمس على نبي الله يوشع بن نون، وتسخير البحر لهم.
6. كفر بني إسرائيل ونقضهم للعهد
رغم هذه النعم العظيمة التي أنعم بها الله على بني إسرائيل، إلا أنهم وقعوا في الكفر، ونقضوا العهد الذي أخذه عليهم، وعبدوا العجل، وأشركوا بالله، مما أدى إلى غضب الله عليهم، وحرمانهم من دخول الأرض المقدسة.
7. دعوة الله تعالى لعباده بالتقوى والإيمان
في ختام الصفحة الأخيرة من سورة البقرة، يدعو الله تعالى عباده إلى التقوى والإيمان، والعمل الصالح، وينذرهم بعذابه الشديد، ويذكرهم بنعمه الكثيرة عليهم.
الخلاصة
الصفحة الأخيرة من سورة البقرة هي صفحة حافلة بالمعاني والعبر، والدروس البليغة، التي تصور لنا رحلة بني إسرائيل في أرض مصر، ومحاولتهم التملص من العبودية، وتطلعهم إلى الحرية، وما واجهوه من تحديات ومصاعب، وما لاقوه من عذابات ومحن. وهي صفحة تدعو إلى التقوى والإيمان، والعمل الصالح، وتحذر من الكفر ونقض العهد، وتذكر بنعم الله الكثيرة على عباده.