المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الثناء على الله من أعظم العبادات وأجل القربات، وهو من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [المؤمنون:57]. وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم على الثناء عليه والتسبيح له.
أولاً: معنى الثناء على الله:
الثناء على الله هو مدحه وتمجيده والثناء عليه بما هو أهل له من الأسماء والصفات الحسنى، وهو إقرار بكماله وعظمته وفضله، وهو شكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة.
ثانياً: فضل الثناء على الله:
لثناء على الله فضل عظيم ومكانة عالية، فقد قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]. وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:103]. وقد جعل الله الثناء عليه من أسباب الزيادة في النعم ودفع النقم.
ثالثاً: آداب الثناء على الله:
هناك آداب يجب مراعاتها عند الثناء على الله، ومنها:
أن يكون الثناء من القلب وأن يكون خالصاً لوجه الله تعالى.
أن يكون الثناء مطابقاً للواقع وأن يكون بعبارات لائقة ومناسبة.
أن يكون الثناء دائماً وأبداً وفي كل وقت وحين.
رابعاً: صور الثناء على الله في القرآن الكريم:
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الثناء على الله وتمجيده، ومنها:
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1].
قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:2].
قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر:62].
خامساً: صور الثناء على الله في السنة النبوية:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تحث على الثناء على الله وتمجيده، ومنها:
قوله صلى الله عليه وسلم: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن”.
قوله صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكسانا وآوانا”.
سادساً: الثناء على الله في أدعية العباد:
ورد عن السلف الصالح العديد من الأدعية التي تضمنت الثناء على الله وتمجيده، ومنها:
دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191].
دعاء سيدنا موسى عليه السلام: “وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة:163].
دعاء سيدنا عيسى عليه السلام: “إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:59].
سابعاً: خاتمة:
إن الثناء على الله من أعظم العبادات وأجل القربات، وهو من صفات المتقين الذين يخشون ربهم ويتقون عذابه، وهو سبب لزيادة النعم ودفع النقم، وقد حث الله تعالى في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم على الثناء عليه والتسبيح له، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدعية التي تضمنت الثناء على الله وتمجيده.