الرفق بالوالدين

الرفق بالوالدين

الرفق بالوالدين: واجب ديني وأخلاقي

مقدمة:

الرفق بالوالدين هو من أهم الواجبات الدينية والأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها الأبناء، وقد حث الإسلام على ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي تحث على بر الوالدين والإحسان إليهما في جميع أحوالهما، والرفق بهما في أقوالنا وأفعالنا، فالأب والأم هما من أنعم الله علينا، وهما سبب وجودنا في هذه الحياة، ولذا علينا أن نعاملهما بالرفق واللين، وأن نحسن إليهما ما استطعنا.

1. بر الوالدين في القرآن الكريم:

– قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.” (الإسراء: 23)

– قال تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا.” (النساء: 36)

2. بر الوالدين في السنة النبوية:

– عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: “الصلاة على وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله”. (رواه البخاري ومسلم)

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، من أبر؟ قال: “أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك”. (رواه أبو داود والترمذي)

3. فضل بر الوالدين:

– البر بالوالدين هو من أسباب دخول الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أريد أن أغزو فأوصني، قال: “انظر ألك أبوان؟” قال: نعم، قال: “فالزمهما، فإن الجنة تحت أقدامهما”. (رواه أحمد والترمذي)

– البر بالوالدين سبب لزيادة الرزق والبركة في العمر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى والديه، زاده الله في عمره، ورزقه من حيث لا يحتسب”. (رواه أحمد والترمذي)

4. حقوق الوالدين على الأبناء:

– طاعتهما في غير معصية الله، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “حق الوالدين على الولد أن يطيعهما في غير معصية الله”. (رواه الترمذي)

– الإحسان إليهما في الأقوال والأفعال، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يعول”. (رواه البخاري ومسلم)

– برهما في حياتهم وبعد مماتهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه”. (رواه البخاري ومسلم)

5. صور بر الوالدين:

– طاعتهما في غير معصية الله، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: “أمرني أبي بأمر أراه معصية الله، فلم أطع”. (رواه البخاري)

– الإحسان إليهما في الأقوال والأفعال، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل رأس أمه، ويقول: “مرحبا بأمي، ومرحبا بمن يحملني”. (رواه أحمد والترمذي)

– برهما في حياتهم وبعد مماتهما، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور قبر أمه، ويستغفر لها”. (رواه أحمد والترمذي)

6. عقوق الوالدين:

– عقوق الوالدين هو من أكبر الكبائر، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق”. (رواه البخاري ومسلم)

– عقوق الوالدين سبب لسخط الله عز وجل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المنان بما أعطى، والمدعي ما لم يفعل، والعاق لوالديه”. (رواه مسلم)

7. صلة الرحم:

– صلة الرحم من الواجبات الدينية والأخلاقية، وقد أمر الله تعالى بها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وجعل لها ثوابا عظيما في الدنيا والآخرة.

– صلة الرحم من أسباب زيادة الرزق والبركة في العمر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه”. (رواه البخاري ومسلم)

– صلة الرحم سبب لدخول الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يدخل الجنة، فليصل رحمه”. (رواه البخاري ومسلم)

الخاتمة:

الرفق بالوالدين واجب ديني وأخلاقي، علينا أن نحرص على القيام به على أكمل وجه، وأن نبر والدينا في حياتهما وبعد مماتهما، وأن نكون مطيعين لهما في غير معصية الله، وأن نحسن إليهما في أقوالنا وأفعالنا، وأن نصلهم بعد مماتهما بالدعاء والاستغفار، وأن نحرص على صلة رحمهم.

أضف تعليق