اللّهم أعط منفقًا خلَفًا
مقدمة
إنّ الله تعالى هو الرزّاق ذو الفضل العظيم، وهو الكريم المعطي الوهاب، وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالزيادة والخلف في أموالهم إذا هم أنفقوها في سبيله، فقال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274]، وقال تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، وقال تعالى: {وَمَن يُنفِقْ يُوسَعْ لَهُ} [الطلاق: 11].
فوائِد الإنفاق في سبيل الله
1. زيادة المال وتنميته:
– إن الإنفاق في سبيل الله لا ينقص المال، بل يزيده ويضاعفه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة” [رواه مسلم].
– وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الصدقة لترُدُّ البلاء، وتُكفِّر الخطيئة، وتزيد في العمر، وتوسع في الرزق” [رواه البزار].
2. تطهير النفس والمال:
– إن الإنفاق في سبيل الله يُطهر النفس من البخل والشح، ويُنمّي فيها صفات الكرم والجود والإيثار، كما يُطهر المال من الشُّبهات والآثام.
– قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة: 103].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار” [رواه الترمذي].
3. النجاة من النار ودخول الجنة:
– إن الإنفاق في سبيل الله يُنجي صاحبه من عذاب النار ويدخله الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار” [رواه الترمذي].
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صنائع المعروف تُقي مصارع السوء” [رواه البيهقي].
شروط قبول الإنفاق في سبيل الله
1. أن يكون الإنفاق خالصًا لوجه الله تعالى:
– لا يجوز الإنفاق في سبيل الله رياءً وسمعةً، بل يجب أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، كما قال الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} [البقرة: 270].
2. أن يكون الإنفاق من مال حلال:
– لا يجوز الإنفاق في سبيل الله من مال حرام، فإن المال الحرام لا يُقبل الله تعالى منه شيئًا، كما قال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 188].
3. أن يكون الإنفاق في وجوه الخير:
– يجب أن يكون الإنفاق في سبيل الله في وجوه الخير، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات، وكفالة الأيتام والفقراء، ونشر العلم والثقافة، والدعوة إلى الله تعالى، وغير ذلك من وجوه الخير.
فضل الإنفاق في سبيل الله
1. زيادة الأجْر والثواب:
– إن الله تعالى يضاعف ثواب الإنفاق في سبيله، فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصدقة تُضاعف إلى سبع مئة ضعف” [رواه مسلم].
2. رفع الدرجات في الجنة:
– إن الإنفاق في سبيل الله يرفع درجات صاحبه في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من تصدق بدرهم فكأنما تصدق بعشرة أمثاله، ومن تصدق بعشرة أمثاله فكأنما تصدق بمائة ضعف، ومن تصدق بمائة ضعف فكأنما تصدق بألف ضعف، ومن تصدق بألف ضعف فكأنما تصدق بعشرة آلاف ضعف، ومن تصدق بعشرة آلاف ضعف فكأنما تصدق بمائة ألف ضعف، ومن تصدق بمائة ألف ضعف فكأنما تصدق بعشرة ملايين ضعف، ومن تصدق بعشرة ملايين ضعف فكأنما تصدق بمائة مليون ضعف، ومن تصدق بمائة مليون ضعف فكأنما تصدق بألف مليون ضعف” [رواه أحمد].
3. شفاعة المال لصاحبه يوم القيامة:
– إن المال الذي يُنفق في سبيل الله يشفع لصاحبه يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة يشفعون يوم القيامة: النبي والقرآن والمال، يحشر المال يوم القيامة كأنه ثعبان أقرع له زبيبتان يقول: يا صاحب إنك كنت جمعتني وحفظتني والآن خذني فينطلق به إلى الجنة” [رواه أحمد].
القصص والأمثلة على فضل الإنفاق في سبيل الله
1. قصة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
– كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أكثرهم مالاً، وقد أنفق الكثير من ماله في سبيل الله تعالى، حتى إنه كان يُطعم مائة بيت من المسلمين كل يوم.
– وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: “ما أحد أحب إليَّ من أن أعطيه وأنا حيٌّ وأنا ميتٌ من عبد الرّحمن بن عوف”.
2. قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
– كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أكثرهم جودًا وكرمًا، وقد أنفق الكثير من ماله في سبيل الله تعالى.
– وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: “ما نفعني مال أحدٍ ما نف