اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك

مقدمة:

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تُحصى، من صحة وعافية ورزق وأمن، نسأله تعالى أن يديمها علينا ولا يحرمنا منها، وأن يعيذنا من زوال نعمته علينا، فإن زوال النعمة من أعظم المصائب التي يمكن أن تحل بالإنسان، وهي من الأمور التي يجب أن يستعيذ منها العبد ليل نهار، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك.

أولًا: أسباب زوال النعم:

1- الكفر بالنعم: وهو جحودها وعدم الاعتراف بها، وهذا من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى زوال النعمة، قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”.

2- التبذير والإسراف: وهو إنفاق النعم في غير وجوهها، وهذا من الأمور التي تؤدي إلى زوال النعمة، قال تعالى: “وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.

3- الظلم: وهو التعدي على حقوق الآخرين، وهذا من الأمور التي تؤدي إلى زوال النعمة، قال تعالى: “وَلا تَظْلِمُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.

ثانيًا: علامات زوال النعم:

1- تغير الحال إلى الأسوأ: فمن كانت حاله جيدة ثم تغيرت إلى الأسوأ، فهذه من علامات زوال النعمة.

2- ضيق العيش: ومن كان يعيش في رغد وعيش هنيء ثم ضاق عليه العيش، فهذه من علامات زوال النعمة.

3- فقدان الأحبة: ومن فقد أحبابه وأصدقاءه، فهذه من علامات زوال النعمة.

ثالثًا: آثار زوال النعم:

1- الحزن والأسى: ومن زالت عنه النعمة أصابه الحزن والأسى، قال تعالى: “وَإِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ اللَّذِي يَقُولُونَ لَنْ نَدْخُلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَدْخُلَهَا الْإِبِلُ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”.

2- الفقر والفاقة: ومن زالت عنه النعمة أصابه الفقر والفاقة، قال تعالى: “وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَمَهُ اللَّهُ جَنَّتَهُ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ”.

3- الضعف والهوان: ومن زالت عنه النعمة أصابه الضعف والهوان، قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الْنَّبِيِّينَ لَئِنْ آتَيْتُكُمْ مِنْ آيَةٍ ثُمَّ أَتْبَعْتُمُوهَا لَأُصَلِّيَنَّكُمْ وَلَأَرْضِيَنَّكُمْ وَلَأُبَدِّلَنَّكُمْ بِخَيْرٍ مِنْهَا عَرْضًا”.

رابعًا: كيفية الاستعاذة من زوال النعم:

1- الإيمان بالله تعالى وتوحيده: فإن الإيمان بالله تعالى وتوحيده من أهم أسباب دوام النعم، قال تعالى: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ”.

2- شكر النعم: ومن أهم أسباب دوام النعم شكرها، قال تعالى: “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ”.

3- الدعاء: ومن أهم أسباب دوام النعم الدعاء إلى الله تعالى، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.

خامسًا: قصص من القرآن الكريم والسنة النبوية عن زوال النعم:

1- قصة قوم عاد: قال تعالى: “وَعَادًا الَّذِينَ أَرْسَلُوا الرِّيَاحَ الْعَاتِيَةَ فِي نِعْمَةٍ مِنْهُمْ لَيَتَمَتَّعُوا بِهَا فَأَخَذَتْهُمْ عَذَابًا نَكْرًا إِنَّهَا لَجَحِيمٌ وَسَوْفَ تُدْخَلُونَهَا”.

2- قصة قوم ثمود: قال تعالى: “وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَعَادًا الَّذِينَ أَرْسَلُوا الرِّيَاحَ الْعَاتِيَةَ فِي نِعْمَةٍ مِنْهُمْ لِيَتَمَتَّعُوا بِهَا فَأَخَذَتْهُمْ عَذَابًا نَكْرًا إِنَّهَا لَجَحِيمٌ وَسَوْفَ تُدْخَلُونَهَا”.

3- قصة قوم فرعون: قال تعالى: “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ”.

سادسًا: أقوال العلماء والصلحاء في زوال النعم:

1- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “والنعمة إذا زالت عن صاحبها فإنه يحزن عليها حزنًا شديدًا، ويأسى عليها يأسًا كبيرًا، ولا يزال يتذكرها ويتحسر عليها، ويتمنى لو أنها عادت إليه، وربما تمنى الموت فرارًا من هول المصيبة”.

2- وقال الإمام الغزالي رحمه الله: “والنعمة إذا زالت عن صاحبها فإنه يبتلى بالفقر والفاقة، ويصير ذليلًا حقيرًا، وينقطع عنه الناس، وينفر منه الأصدقاء والأحباب”.

3- وقال الشيخ

أضف تعليق