اللهم إني عبدك وابن عبدك

المقدمة

افتتاحية الدعاء بهذه العبارة “اللهم إني عبدك وابن عبدك” تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات العميقة، فهي تعبر عن العبودية لله تعالى وأننا جميعًا عبيده وأبناء عبيده، وأننا لسنا سوى خلائق فقيرة وضعيفة نحتاج إلى رحمته وعفوه وإحسانه.

1. العبودية لله تعالى

العبودية لله تعالى هي أساس العلاقة بين الخالق والمخلوق، وهي مقام العبودية التي يذعن فيها العبد لربه وينقاد لأوامره ونواهيه، ويعترف بفقره إليه تعالى وبحاجته الدائمة إليه.

يتجلى مفهوم العبودية لله تعالى في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على التواضع والخشوع لله تعالى، وتنهى عن الكبر والغرور، وتؤكد على أن العبودية لله تعالى هي السبيل الوحيد للفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة.

ومن الأدعية المأثورة التي تعبر عن العبودية لله تعالى دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (البقرة: 128).

2. التواضع لله تعالى

التواضع لله تعالى هو من صفات المؤمنين الصادقين، وهو ضد الكبر والغرور، ويتجلى في الاعتراف بفضل الله تعالى وإحسانه، وفي عدم التفاخر والتعالي على الآخرين.

يحثنا القرآن الكريم على التواضع لله تعالى في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ” (الزمر: 54).

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على التواضع لله تعالى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.

3. خشية الله تعالى

خشية الله تعالى هو من صفات المؤمنين الصادقين، وهو ضد الأمن والطمأنينة الزائدة، ويتجلى في الخوف من عذاب الله تعالى في الآخرة، وفي الحرص على أداء الطاعات واجتناب المعاصي.

يحثنا القرآن الكريم على خشية الله تعالى في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ” (فاطر: 18).

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على خشية الله تعالى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله حيثما كنتم واتبعوا السيئة الحسنة تمحها وخالقوا الناس بخلق حسن”.

4. الإخلاص لله تعالى

الإخلاص لله تعالى هو من صفات المؤمنين الصادقين، وهو ضد الشرك والنفاق، ويتجلى في أن يكون العمل لله تعالى وحده لا لغيره، وأن يكون خالصًا من الرياء والسمعة.

يحثنا القرآن الكريم على الإخلاص لله تعالى في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ” (البينة: 5).

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على الإخلاص لله تعالى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”.

5. المحبة لله تعالى

المحبة لله تعالى هي من صفات المؤمنين الصادقين، وهي ضد البغض والكراهية، ويتجلى في حب الله تعالى وحده لا شريك له، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وحب عباد الله الصالحين.

يحثنا القرآن الكريم على محبة الله تعالى في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (آل عمران: 31).

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على محبة الله تعالى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان”.

6. الخوف من الله تعالى

الخوف من الله تعالى هو من صفات المؤمنين الصادقين، وهو ضد الأمن والطمأنينة الزائدة، ويتجلى في الخوف من عذاب الله تعالى في الآخرة، وفي الحرص على أداء الطاعات واجتناب المعاصي.

يحثنا القرآن الكريم على الخوف من الله تعالى في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ” (فاطر: 18).

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على الخوف من الله تعالى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله حيثما كنتم واتبعوا السيئة الحسنة تمحها وخالقوا الناس بخلق حسن”.

7. الرجاء في الله تعالى

الرجاء في الله تعالى هو من صفات المؤمنين الصادقين، وهو ضد اليأس والقنوط، ويتجلى في حسن الظن بالله تعالى واعتقاد أنه تعالى قادر على العفو والمغفرة وأنه تعالى لا يضيع عمل من عمل صالحًا.

يحثنا القرآن الكريم على الرجاء في الله تعالى في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: “وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ” (الحجر: 56).

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على الرجاء في الله تعالى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بر