اللهم اجعلنا من المقبولين
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فالدعاء هو من أعظم العبادات، وأقرب الوسائل إلى الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في مواضع عديدة من كتابه الكريم، فقال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]، وقال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} [البقرة: 186].
ومن أفضل الأدعية التي وردتنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، دعاء “اللهم اجعلنا من المقبولين”، فالمقبولون هم الذين تقبل الله تعالى أعمالهم ودعواتهم، وينالون رضاه وجنته، ومن أجل ذلك يجب أن نسعى جاهدين لكي نكون من المقبولين عند الله تعالى.
كيف نكون من المقبولين؟
هناك العديد من الأعمال والصفات التي تساعدنا على أن نكون من المقبولين عند الله تعالى، ومن أهمها:
1. الإخلاص لله تعالى:
يجب أن يكون الداعي مخلصًا لله تعالى في دعائه، لا يدعو لغيره ولا يبتغي من ورائه إلا وجه الله الكريم، قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا} [الجن: 18].
2. اليقين بالإجابة:
يجب أن يدعو الداعي وهو موقن بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه، فالله تعالى يقول: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، وما من مسلم يدعو الله بدعوة ليست فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” [رواه أحمد والترمذي].
3. حسن الظن بالله تعالى:
يجب أن يكون الداعي حسن الظن بالله تعالى، فلا يتوهم أن الله تعالى لن يستجيب لدعائه، فالله تعالى يقول: {لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف: 87].
4. مراعاة آداب الدعاء:
يجب على الداعي أن يراعي آداب الدعاء، مثل استقبال القبلة، ورفع اليدين، والتضرع والخشوع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بما شاء” [رواه أبو داود والترمذي].
5. الإلحاح في الدعاء:
يجب على الداعي أن يلِح في الدعاء، ولا ييأس من تكراره، فالله تعالى يقول: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين} [الأعراف: 55]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض” [رواه ابن ماجه].
6. الدعاء في الأوقات والأماكن الفاضلة:
يجب على الداعي أن يدعو الله في الأوقات والأماكن الفاضلة، مثل الثلث الأخير من الليل، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، والشهر الفضيل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة” [رواه أحمد والترمذي].
7. الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا:
يجب على الداعي أن يدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فإن ذلك من أسباب قبول الدعاء، قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف: 180].
خاتمة:
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبولين عنده، وأن يستجيب لدعائنا، وأن يرزقنا جنته ورضوانه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.