اللهم اشفي كل مريض يارب
المقدمة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن المرض من الأمور التي تصيب الإنسان في هذه الحياة الدنيا، ولا يسلم منه أحد، سواء كان غنيًا أو فقيرًا، كبيرًا أو صغيرًا، ذكرًا أو أنثى، وقد يكون المرض سببًا في موت الإنسان، وقد يكون سببًا في شقائه وتعاسته، لذلك فإن الدعاء إلى الله تعالى بشفاء كل مريض من الأمراض أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، وذلك لأن الدعاء هو العبادة، وهو من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه تعالى.
الشفاء من الأمراض ببركة الدعاء:
الدعاء هو أحد أقوى الطرق للتواصل مع الله تعالى، وهو وسيلة فعالة للغاية في الشفاء من الأمراض، حيث أن الله تعالى هو الشافي المعافي، وهو القادر على شفاء أي مرض مهما كان صعبًا أو مستعصيًا، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأدعية التي يمكن للمريض أن يدعو بها الله تعالى لشفائه.
فضائل الدعاء للمريض:
لقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء للمرضى، وبين لنا فضل ذلك، ومن فضائل الدعاء للمريض:
أنه سبب في شفاء المريض بإذن الله تعالى.
أنه سبب في تخفيف آلام المريض ومعاناته.
أنه سبب في رفع البلاء عن المريض.
أنه سبب في تقوية إيمان المريض وثقته بربه تعالى.
أنه سبب في زيادة أجر الداعي وحسناته عند الله تعالى.
آداب الدعاء للمريض:
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء للمريض، ومن هذه الآداب:
أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، ولا يكون فيه أي شيء من الرياء أو السمعة.
أن يكون الدعاء بقلب صادق ونية صافية.
أن يكون الدعاء متضمنًا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
أن يكون الدعاء موافقًا للشرع، ولا يكون فيه أي شيء من البدع أو الخرافات.
أن يكون الدعاء بصوت منخفض، وأن يكون سريًا بين العبد وربه تعالى.
أدعية مأثورة للشفاء من الأمراض:
ورد في السنة النبوية العديد من الأدعية المأثورة التي يمكن للمريض أن يدعو بها الله تعالى لشفائه، ومن هذه الأدعية:
“اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا”.
“اللهم إني أسألك الشفاء العاجل، ولا كاشف للكرب إلا أنت يا رب العالمين”.
“اللهم خذ بيدي من الضر إلى الرخاء، ومن المرض إلى الصحة والعافية، ومن الحزن إلى الفرح والسرور”.
كيف تكون الدعوة للمريض مستجابة؟
حتى تكون دعوة المريض مستجابة، يجب عليه أن يتحلى ببعض الصفات والخصال، ومن هذه الصفات والخصال:
الإخلاص لله تعالى، والتوكل عليه وحده.
اليقين بأن الله تعالى هو القادر على شفائه.
الصبر على المرض، وعدم الجزع واليأس.
التضرع والابتهال إلى الله تعالى، والدعاء إليه بكثرة.
عدم الدعاء بالسوء على النفس أو على الغير.
الخاتمة:
ختامًا، فإن الدعاء للمريض من الأمور التي يجب على كل مسلم ومسلمة الاهتمام بها، وذلك لأن الدعاء هو العبادة، وهو سبب في شفاء المريض وتخفيف آلامه ومعاناته، كما أنه سبب في رفع البلاء عنه، وزيادة أجر الداعي وحسناته عند الله تعالى، لذلك يجب على كل منا أن يدعو للمرضى بالشفاء العاجل، وأن يكثر من الدعاء لهم، وأن يتحلى بالصفات والخصال التي تجعل دعوته مستجابة.