اللهم اصلح لي دنياي التي فيها معاشي

| المقدمة |

|—|—|

| الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ووهب له الدنيا ليعيش فيها وينعم بها، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.|

| أما بعد، فإن الدنيا دار ممر وعابر، وليست دار مقر وإقامة، وهي دار ابتلاء واختبار، وليست دار راحة واستقرار، ولذلك فإن من أهم أدعية المسلم أن يدعو الله عز وجل أن يصلح له دنياه التي فيها معاشه.|

| أهمية الدعاء |

|—|—|

| الدعاء هو من أعظم العبادات وأقربها إلى الله عز وجل، وهو سلاح المؤمن، وبه ينال ما يريد من حوائج الدنيا والآخرة، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء في كل الأمور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي).|

| كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء لا يرد، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “الدعاء لا يرد، أما أن يعجل لك، وأما أن يدخر لك في الآخرة” (رواه الترمذي).|

| ولذلك فإن على المسلم أن يكثر من الدعاء، وأن يلح على الله عز وجل في دعائه، وأن لا ييأس من إجابة دعائه، فالله عز وجل كريم جواد، يحب أن يدعى ويثني عليه.|

| كيف ندعو الله لإصلاح دنيانا |

|—|—|

| إن من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند الدعاء لإصلاح الدنيا ما يلي:|

| أولاً: الإخلاص لله عز وجل، وأن يكون الدعاء خالصاً لوجهه الكريم، لا رياء فيه ولا سمعة.|

| ثانياً: اليقين بإجابة الدعاء، والتأكد من أن الله عز وجل سيستجيب لدعائه، كما قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (سورة البقرة: 186).|

| ثالثاً: التضرع والخشوع في الدعاء، والتذلل لله عز وجل، والإكثار من الاستغفار والتوبة.|

| رابعاً: الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، مثل: “اللهم يا رحيم، يا كريم، يا جواد، يا مجيب، يا لطف، يا حنان، يا منان، يا ذا الجلال والإكرام” وغيرها.|

| ما ندعو به لإصلاح دنيانا |

|—|—|

| هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها لإصلاح دنياه، ومن أهمها ما يلي:|

| أولاً: الدعاء بصلاح الدين والدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر” (رواه مسلم).|

| ثانياً: الدعاء بالرزق الحلال الطيب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم ارزقني رزقاً حلالاً طيباً، تكفيني به عن سؤال غيرك” (رواه أبو داود).|

| ثالثاً: الدعاء بالصحة والعافية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت” (رواه البخاري).|

| فضل الدعاء لإصلاح الدينا |

|—|—|

| إن الدعاء لإصلاح الدنيا له فضل كبير وثواب عظيم، ومن فضله ما يلي:|

| أولاً: إن الدعاء لإصلاح الدنيا سبب في نيل رضا الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} (سورة الطلاق: 5).|

| ثانياً: إن الدعاء لإصلاح الدنيا سبب في تفريج الكرب، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (سورة الطلاق: 2-3).|

| ثالثاً: إن الدعاء لإصلاح الدنيا سبب في جلب السعادة والسرور إلى القلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض” (رواه الترمذي).|

| الخاتمة |

|—|—|

| إن الدعاء لإصلاح الدنيا من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يكثر منها، وأن يلح على الله عز وجل في دعائه بها، وأن يتوكل عليه وحده في تحقيقها، فإن الله عز وجل هو وحده القادر على إصلاح الدنيا وتوفير كل ما فيها من خير وبركة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (سورة الذاريات: 58).|

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *