اللّهمّ أعنا على ذكرك
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الذكر هو ترديد الكلمات أو العبارات بصوت عالٍ أو في الخفاء، بهدف تمجيد الله وتذكر نعمه وفضله. والذكر عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد أمرنا الله عز وجل بذكره في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا” (الأحزاب: 41).
أهمية ذكر الله تعالى
لذكر الله تعالى أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو سبب لنيل رضا الله تعالى ومغفرته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات غدوا على ربهم راضين مرضيين” (رواه الترمذي).
كما أن ذكر الله تعالى سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” (رواه البخاري ومسلم).
فضل ذكر الله تعالى
لذكر الله تعالى فضل كبير عند الله تعالى، وقد وردت في فضل الذكر أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومُحي عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمْسِي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا من زاد عليه” (رواه البخاري ومسلم).
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوهم أعناقهم ويضربوكم أعناقكم؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “ذكر الله تعالى” (رواه الترمذي).
أوقات ذكر الله تعالى
يمكن للمسلم ذكر الله تعالى في أي وقت وفي أي مكان، ولكن هناك أوقات يكون فيها الذكر أفضل وأكثر فضلًا، ومن هذه الأوقات:
أوقات السحر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تَنَزَّلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟” (رواه البخاري ومسلم).
أوقات الصلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الذكر بعد الفريضة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” (رواه البخاري ومسلم).
أوقات الشدائد والكربات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم” (رواه البخاري ومسلم).
آداب ذكر الله تعالى
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند ذكر الله تعالى، منها:
الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الذكر خالصًا لله تعالى وحده، لا يُراد به رياء ولا سمعة.
الحضور والخشوع: يجب أن يكون الذكر بحضور قلب وخشوع، وعدم الانشغال بأمور الدنيا.
رفع الصوت: يجوز رفع الصوت بالذكر في بعض الأوقات، مثل تكبيرات العيد والاستغفار في المساجد.
الجهر بالذكر: يجوز الجهر بالذكر في بعض الأوقات، مثل تلاوة القرآن الكريم والأذكار بعد الصلاة.
أنواع ذكر الله تعالى
هناك أنواع كثيرة لذكر الله تعالى، منها:
ذكر الله تعالى بالألفاظ المأثورة: مثل تلاوة القرآن الكريم والأذكار الواردة في السنة النبوية.
ذكر الله تعالى بالمعاني: مثل التفكر في نعم الله تعالى وآلائه، والتسبيح لله تعالى على خلقه وإيجاده.
ذكر الله تعالى بالأفعال: مثل أداء العبادات والأعمال الصالحة التي أمر الله تعالى بها.
خاتمة
ذكر الله تعالى عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وهو سبب لنيل رضا الله تعالى ومغفرته، ودخول الجنة. ويجب على المسلم أن يذكر الله تعالى في كل وقت وفي أي مكان، وأن يلتزم بآداب الذكر حتى يكون ذكره مقبولاً عند الله تعالى.