اللهم اغنني بحلالك عن حرامك واكفني بفضلك عمن سواك

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي ينعم الله بها على عباده أن يغنيهم بحلاله عن حرامه، ويكفيهم بفضله عمن سواه، فمن أوتي هذه النعمة فقد أوتي خيراً كثيراً، ونجا من الوقوع في الحرام والذل والمهانة، قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ المُنزِلِينَ} [المؤمنون: 29].

ونحن في هذا المقال سنتحدث عن فضل هذه النعمة العظيمة، وكيف يمكن للإنسان أن ينالها من الله عز وجل.

فضل الاكتفاء بحلال الله

1. النجاة من الوقوع في الحرام:

من أوتي نعمة الاكتفاء بحلال الله فقد نجى من الوقوع في الحرام، وذلك لأن الحرام يؤدي إلى الغضب والعذاب، قال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا السَّبِيلَ الَّتِي أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا مَغْضَبَنَا فِي الْأَرْضِ} [الإسراء: 16، 84].

2. العيش في طمأنينة وسلام:

من أوتي نعمة الاكتفاء بحلال الله فقد عاش في طمأنينة وسلام، وذلك لأن الحرام يسبب القلق والخوف والاضطراب، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

3. نيل محبة الله ورضاه:

من أوتي نعمة الاكتفاء بحلال الله فقد نال محبة الله ورضاه، وذلك لأن الحرام يسبب غضب الله وسخطه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

أسباب الاكتفاء بحلال الله

1. التوكل على الله والإيمان بقضائه وقدره:

من توكل على الله وأيقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن رزقه لن ينقصه مهما أنفق، فقد اكتفى بحلال الله، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

2. الصبر على البلاء والابتلاء:

من صبر على البلاء والابتلاء ولم يتسخط على قدر الله، فإنه سوف ينال الاكتفاء بحلال الله، قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

3. الشكر لله على نعمه:

من شكر الله على نعمه وأحسن استخدامها، فإن الله يزيده منها، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].

علامات الاكتفاء بحلال الله

1. القناعة بما قسم الله:

من اكتفى بحلال الله كان قانعاً بما قسمه الله له، ولم يسخط على قدره، قال تعالى: {وَرَضُوا بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [الحج: 56].

2. الاستغناء عن الناس:

من اكتفى بحلال الله استغنى عن الناس، ولم يمد يده إليهم، قال تعالى: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [طه: 131].

3. عدم الوقوع في الحرام:

من اكتفى بحلال الله لم يقع في الحرام، ولم يأكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188].

فضل الاكتفاء بفضل الله عمن سواه

1. النجاة من الذل والمهانة:

من اكتفى بفضل الله عن غيره نجا من الذل والمهانة، وذلك لأن من يسأل الناس ويذل لهم، فقد أهان نفسه ووضعها في موقف لا يليق بها، قال تعالى: {وَلا تَسْأَلِ النَّاسَ إِلْحَافًا} [النساء: 32].

2. العيش في عز وكرامة:

من اكتفى بفضل الله عن غيره عاش في عز وكرامة، وذلك لأن من لا يحتاج إلى الناس ولا يمد يده إليهم، فهو عزيز كريم، قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ عِزَّةً فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10].

3. نيل محبة الله ورضاه:

من اكتفى بفضل الله عن غيره نال محبة الله ورضاه، وذلك لأن من لا يعتمد على الناس ولا يطلب منهم شيئاً، فهو متوكل على الله وحده، والله يحب المتوكلين عليه، قال تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

أسباب الاكتفاء بفضل الله عمن سواه

1. التوكل على الله والإيمان بأنه هو الرزاق:

من توكل على الله وأيقن أنه هو الرزاق، وأن رزقه لن ينقصه مهما أنفق، فقد اكتفى بفضله عمن سواه، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

2. الصبر على البلاء والابتلاء:

من صبر على البلاء والابتلاء ولم يتسخط على قدر الله، فإنه سوف ينال الاكتفاء بفضل الله عمن سواه، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].

3. الشكر لله على نعمه:

من شكر الله على نعمه وأحسن استخدامها، فإن الله يزيده منها، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].

علامات الاكتفاء بفضل الله عمن سواه

1. عدم الحاجة إلى الناس:

من اكتفى بفضل الله عمن سواه لم يحتج إلى الناس، ولم يمد يده إليهم، قال تعالى: {وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النور: 67].

2. الاستغناء عن أموال الناس:

من اكتفى بفضل الله عمن سواه استغنى عن أموال الناس، ولم يأكلها بالباطل، قال تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188].

3. عدم الخوف من الفقر:

من اكتفى بفضل الله عمن سواه لم يخف من الفقر، ولم يقلق على رزقه، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *