اللّهم أقسم عليك بفاطمة
المقدمة:
إنّ اللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى ربّه، فالدعاء هو مناجاة الله تعالى والتضرّع إليه والالتجاء إليه في كلّ أمور الحياة، وللّه أسماء وصفات عظيمة يمكن اللجوء إليها في الدعاء، ومن هذه الأسماء العظيمة اسم “فاطمة”، وقد ورد في السّنّة النبويّة العديد من الأحاديث التي تحثّ على الدعاء باللّه بفاطمة، وفي هذا المقال سنتعرّف على معنى الاسم وما ورد في السّنّة النبويّة عنه بالإضافة إلى فوائده وآثاره الكثيرة.
1. معنى اسم فاطمة:
– الاسم فاطمة هو اسم عربي مؤنث، وهو مشتق من الفعل “فطم”، وقد ورد في معاجم اللغة العربية أنّ الفطم هو “قطع الرضيع عن ثدي أمه”، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ ففاطمة هي التي فطمت نفسها عن شهوات الدّنيا.
– وقد جاء في الحديث عن فاطمة الزّهراء (رضي الله عنها) أنّ اللّه تعالى قد سمّاها فاطمة لأنّها فطمت عن النّار، ففي الحديث: “فاطمة سمّاها اللّه تعالى فاطمة لأنّه فطم من أحبّها عن النّار”.
2. ما ورد في السّنّة النبويّة عن اسم فاطمة:
– ورد في السّنّة النبويّة العديد من الأحاديث التي تحثّ على الدعاء باللّه بفاطمة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “من نام ليلة الجمعة وصلى على فاطمة الزّهراء (رضي الله عنها) اثنتي عشرة صلاة صلّى اللّه عليه اثنتي عشرة صلاة، وكتبت له اثنتي عشرة ألف حسنة، وحطّ عنه اثنتي عشرة ألف سيئة، ورفع له اثنتي عشرة درجة، وكان كأنّما اعتق عشر رقاب، وكان كأنّما صام اثنتي عشرة شهراً، وكانت فاطمة (رضي الله عنها) شفيعته يوم القيامة”.
– وعن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “يا سلمان من ذرفت عيناه على فاطمة (رضي الله عنها) من خشية الله عزّ وجلّ أو مجدّه سبحانه أو حبّه إيّاها من غير نياحة ولا أذىً غفر الله له ذنوبه كلّها”.
3. فضائل اسم فاطمة:
– إنّ اسم فاطمة من الأسماء التي لها فضائل كثيرة، ففي الحديث عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني”.
– وعن أمّ سلمة (رضي الله عنها) أنّه قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة”.
4. فوائد وآثار الدعاء باللّه بفاطمة:
– إنّ الدعاء باللّه بفاطمة له فوائد وآثار كثيرة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “من دعا اللّه بفاطمة (رضي الله عنها) استجاب له دعائه”.
– وعن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنّه قال: “ما من عبد دعا اللّه بفاطمة (رضي الله عنها) إلّا أجاب الله تعالى دعاءه، ولا شفيع أشفع عند الله من فاطمة (رضي الله عنها)”.
5. أقسام الدعاء باللّه بفاطمة:
– يمكن اللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه بفاطمة (رضي الله عنها) في كلّ أمور الحياة، فيُمكن الدعاء بها لقضاء الحوائج وجلب المنافع ودفع المضار، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “إذا أردت أن تدعو اللّه فقل: اللّهم أقسم عليك بحقّ فاطمة وعليّ والحسن والحسين إلّا ما قضيت حاجتي”.
– ويمكن الدعاء باللّه بفاطمة (رضي الله عنها) في طلب الشّفاء من الأمراض، فعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “من أصابه مرض فليقل: اللّهم أقسم عليك بفاطمة وبأبيها وبزوجها وبنيها إلّا ما شفيتني”.
6. آداب الدعاء باللّه بفاطمة:
– عند اللجوء إلى الله تعالى والدعاء باللّه بفاطمة (رضي الله عنها) يجب مراعاة بعض الآداب، وهي:
أ. أن يكون الدّاعي على يقين بأنّ اللّه تعالى هو وحده القادر على قضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات.
ب. أن يكون الدّاعي مخلصاً في دعائه لا يبتغي به إلا وجه الله تعالى.
ج. أن يكون الدّاعي مواظباً على الصّلاة على النّبي (صلّى الله عليه وسلّم) وآله.
د. أن يكون الدّاعي تائباً من ذنوبه ومسيئاته.
7. الخاتمة:
إنّ اسم فاطمة من الأسماء العظيمة التي لها فضائل كثيرة، وقد ورد في السّنّة النبويّة العديد من الأحاديث التي تحثّ على الدعاء باللّه بفاطمة، والدعاء بها له فوائد وآثار كثيرة، فيجب اللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه بفاطمة (رضي الله عنها) في كلّ أمور الحياة، مع مراعاة آداب الدعاء واليقين بأنّ اللّه تعالى وحده هو القادر على قضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات.