المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
فإن من أعظم النعم التي أنعمها الله علينا هي نعمة الصاحب الصالح، الذي يعيننا على طاعة الله واجتناب معصيته، والذي يقف إلى جانبنا في السراء والضراء، والذي نثق به ونتكل عليه في أمورنا.
ولكن للأسف، فإن هناك أشخاصًا لهم وجه الصاحب وقلب المنافق، وهم أشد الناس خطرًا على المؤمنين. فهم يتظاهرون بالحب والصداقة، ولكنهم في الحقيقة يكنون الكره والبغضاء للمؤمنين، ويتحينون الفرص للإيقاع بهم وإلحاق الضرر بهم.
وفي هذا المقال، سوف نتحدث عن شر هؤلاء الأشخاص، وعن كيفية التعامل معهم، وكيفية حماية أنفسنا من شرهم.
أولاً: صفات الأشخاص ذوي الوجهين:
1. يتظاهرون بالحب والصداقة:
يتظاهر هؤلاء الأشخاص بالحب والصداقة للمؤمنين، ويظهرون لهم الود واللطف، ولكنهم في الحقيقة يكنون لهم الكره والبغضاء.
2. يخفون حقيقتهم:
يخفي هؤلاء الأشخاص حقيقتهم عن المؤمنين، ويتظاهرون بأنهم أصدقاء مخلصون لهم، ولكنهم في الحقيقة أعداء ألداء لهم.
3. يتحينون الفرص للإيقاع بالمؤمنين:
يتحين هؤلاء الأشخاص الفرص للإيقاع بالمؤمنين وإلحاق الضرر بهم. فهم يستغلون نقاط ضعف المؤمنين، ويحاولون إيقاعهم في المحظورات.
ثانيًا: أضرار الأشخاص ذوي الوجهين:
1. يلحقون الضرر بالمؤمنين:
يلحق هؤلاء الأشخاص الضرر بالمؤمنين، من خلال الإيقاع بهم في المحظورات، أو من خلال نشر الإشاعات والأكاذيب عنهم، أو من خلال إلحاق الأذى بهم.
2. يسببون الفتنة بين المؤمنين:
يسبب هؤلاء الأشخاص الفتنة بين المؤمنين، من خلال نشر الإشاعات والأكاذيب عنهم، أو من خلال التحريض عليهم، أو من خلال إثارة النزاعات بينهم.
3. يشوّهون صورة الإسلام:
يشوّه هؤلاء الأشخاص صورة الإسلام، من خلال أفعالهم السيئة، والتي ينسبونها إلى الإسلام. فيظن الناس أن الإسلام دين الإرهاب والتطرف.
ثالثًا: كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الوجهين:
1. الحذر منهم:
يجب على المؤمنين أن يكونوا حذرين من الأشخاص ذوي الوجهين، وأن لا يثقوا بهم أو يكشفوا لهم أسرارهم.
2. عدم الاقتراب منهم:
يجب على المؤمنين أن لا يقتربوا من الأشخاص ذوي الوجهين، وأن يتجنبوا التعامل معهم قدر الإمكان.
3. فضحهم:
إذا اكتشف المؤمنون أن أحد الأشخاص هو ذو وجهين، فعليهم أن يفضحوه أمام الناس، حتى يحذره الناس ولا ينخدعوا بكلامه.
رابعًا: كيفية حماية أنفسنا من شر الأشخاص ذوي الوجهين:
1. التقرب إلى الله تعالى:
يجب على المؤمنين أن يتقربوا إلى الله تعالى، ويتوسلوا إليه أن يحميهم من شر الأشخاص ذوي الوجهين.
2. الدعاء إلى الله تعالى:
يجب على المؤمنين أن يدعوا إلى الله تعالى أن يحميهم من شر الأشخاص ذوي الوجهين، وأن يفضحهم أمام الناس.
3. الاستغفار والتوبة:
يجب على المؤمنين أن يستغفروا الله تعالى ويتوبوا إليه، حتى يبتعدوا عن شر الأشخاص ذوي الوجهين.
خامسًا: أقوال العلماء في الأشخاص ذوي الوجهين:
1. قال الإمام الشافعي رحمه الله: “من كان له وجهان في الدنيا، كان له وجهان في الآخرة: أحدهما أسود، والآخر أبيض.”
2. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: “ذو الوجهين لا يفلح، ولا يربح، ولا ينجح.”
3. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “ذو الوجهين هو الذي يمدحك في وجهك، ويذمك في ظهرك.”
سادسًا: قصص عن الأشخاص ذوي الوجهين:
1. قصة الرجل الذي تظاهر بالصداقة لرجل آخر، ولكنه في الحقيقة كان يكن له الكره والبغضاء. وعندما رأى أن الرجل الآخر أصبح في مأزق، فخذه فرصة للإيقاع به وإلحاق الضرر به.
2. قصة المرأة التي تظاهرت بالحب لرجل آخر، ولكنها في الحقيقة كانت تخونه مع رجل آخر. وعندما اكتشف الرجل الآخر خيانتها له، فحزن عليها كثيرًا.
3. قصة الشاب الذي تظاهر بالصداقة لشاب آخر، ولكنه في الحقيقة كان يكن له الحسد والغيرة. وعندما رأى أن الشاب الآخر أصبح ناجحًا، فحاول إلحاق الضرر به وإفشال مشاريعه.
سابعًا: الخاتمة:
وفي الختام، فإن الأشخاص ذوي الوجهين هم شر كبير على المؤمنين، ويجب على المؤمنين أن يكونوا حذرين منهم وأن لا يثقوا بهم. كما يجب على المؤمنين أن يتقربوا إلى الله تعالى ويتوسلوا إليه أن يحميهم من شر هؤلاء الأشخاص.