اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
هذه جملة قصيرة، ولكنها عظيمة المعنى، كثيرة الفوائد، يتضرع بها العبد إلى ربه، ويلجأ إليه في جميع أحواله، ويطلب منه العون والغفران والإيمان.
أولاً: اللجوء إلى الله:
1. إن أول ما يبدأ به العبد هذه الجملة هو اللجوء إلى الله تعالى، والالتجاء إليه في جميع أموره، لأنه هو وحده القادر على نصره وتأييده، وهو وحده الذي يمكنه أن يفرج كربه، ويكشف همه وغمّه.
2. ويعني اللجوء إلى الله تعالى الإخلاص له في العبادة، وتوكل القلب عليه، والاعتماد عليه وحده، وعدم الشرك به في شيء من الأمور.
3. وهذا اللجوء إلى الله تعالى هو الذي يمنح العبد القوة والطمأنينة، ويشعره بالأمان والسكينة، ويجعله يواجه تحديات الحياة بصدر رحب، ويمضي في طريقه بثقة وعزيمة.
ثانيًا: الاستعانة بالله تعالى:
1. بعد اللجوء إلى الله تعالى، يطلب العبد منه العون والمساعدة في جميع أموره، لأن العبد ضعيف محتاج إلى ربه، لا حول له ولا قوة إلا به.
2. والعون من الله تعالى قد يكون عونًا ماديًا أو معنويًا، فالمادي هو ما ينصره الله تعالى به على أعدائه، أو يرزقه به من مال أو بنين، أو يشفيه به من مرض أو بلاء.
3. أما المعنوي فهو ما يقوّي به الله تعالى قلب العبد، ويثبته على دينه، ويهديه إلى سواء السبيل.
ثالثًا: الاستغفار إلى الله تعالى:
1. بعد طلب العون من الله تعالى، يستغفر العبد ربه، ويلجأ إليه في طلب المغفرة والرحمة، لأن الإنسان بطبيعته خطاء، ولا يسلم من الذنوب والخطايا.
2. والاستغفار إلى الله تعالى هو الاعتراف بالخطأ والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، والتوبة النصوح إلى الله تعالى.
3. والاستغفار من الله تعالى من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لمغفرة الذنوب والخطايا، ورفع الدرجات في الجنة.
رابعًا: الإيمان بالله تعالى:
1. بعد الاستغفار إلى الله تعالى، يؤكد العبد إيمانه بربه، ويجدد عهده معه على السمع والطاعة، وعلى الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
2. والإيمان بالله تعالى هو التصديق الجازم بوجوده ووحدانيته، وبصفاته وأسمائه الحسنى، وبرسله وكتبه واليوم الآخر.
3. والإيمان بالله تعالى هو أساس الدين الإسلامي، وهو الذي يميز المسلم عن غيره من الناس، وهو الذي يجعله يحظى برضا الله تعالى ورحمته.
خامسًا: أهمية هذه الجملة:
1. هذه الجملة القصيرة لها أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهي تعبر عن جوهر العقيدة الإسلامية، وهي التي تربط العبد بربه، وتجعله يشعر بقربه من الله تعالى.
2. وهذه الجملة هي التي يرددها المسلم في كثير من المواقف، مثل بداية الصلاة، وختامها، وعند الشدائد والمحن، وعند السفر والحضر.
3. وهذه الجملة هي التي تذكر العبد بربه، وتجعله يتوجه إليه في جميع أحواله، وتمنحه القوة والطمأنينة والأمل.
سادسًا: فضل هذه الجملة:
1. ورد في فضل هذه الجملة أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكره ولا نكفره، فله الجنة”.
2. وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ولا أهلك إلا بيدك، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكره ولا نكفره، فله الجنة”.
3. وهذه الأحاديث تدل على فضل هذه الجملة العظيمة، وأنها من أسباب دخول الجنة، وأنها تحفظ العبد من الشرور والآفات.
سابعًا: الخاتمة:
هذه الجملة القصيرة، ولكنها عظيمة المعنى، كثيرة الفوائد، يتضرع بها العبد إلى ربه، ويلجأ إليه في جميع أحواله، ويطلب منه العون والغفران والإيمان.
وهذه الجملة هي جوهر العقيدة الإسلامية، وهي التي تربط العبد بربه، وتجعله يشعر بقربه من الله تعالى.
وهذه الجملة هي التي يرددها المسلم في كثير من المواقف، مثل بداية الصلاة، وختامها، وعند الشدائد والمحن، وعند السفر والحضر.
وورد في فضل هذه الجملة أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تدل على فضلها العظيم، وأنها من أسباب دخول الجنة، وأنها تحفظ العبد من الشرور والآفات.