اللهم انا نستودعك سنة مضت من عمرنا

اللهم إنا نستودعك سنة مضت من عمرنا

المقدمة:

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة العمر، وهي رأس مال الإنسان في هذه الدنيا، بها يعمل ويعيش وينتج، وبها يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وينال رضوانه، ومن الحكمة أن نستثمر أعمارنا فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة، وأن نحسن استغلال كل لحظة فيها بما يفيدنا ويرفع قدرنا عند الله تعالى.

وقد مضت سنة من أعمارنا، فماذا قدمنا فيها؟ وماذا حققنا من أهدافنا؟ وما الذي تعلمناه واستفدنا منه؟ كل هذه أسئلة مهمة يجب أن نسألها لأنفسنا ونحاسبها على ما مضى، حتى نتمكن من تصحيح مسارنا في المستقبل وتحقيق ما نريد.

العناوين الفرعية:

1. استذكار النعم:

يجب أن نبدأ محاسبة أنفسنا باستذكار النعم التي أنعم الله بها علينا في السنة الماضية، فالله سبحانه وتعالى قد منحنا الصحة والعافية، ورزقنا بالمال والولد، ووفقنا لطاعته وعبادته، وكل هذه نعم عظيمة يجب أن نشكر الله تعالى عليها.

إن استذكار النعم يزيد من إيماننا بالله تعالى، ويشعرنا بالامتنان تجاهه، ويدفعنا إلى طاعته وشكره على نعمه.

كما أن استذكار النعم يساعدنا على تقبل المصائب والشدائد، لأننا عندما نتذكر أن الله تعالى قد أنعم علينا بالعديد من النعم، فإننا ندرك أن هذه المصائب والشدائد هي ابتلاءات من الله تعالى يختبر بها عباده، وأنها فرصة لنا لكي نتقرب إليه تعالى بالصبر والاحتساب.

2. مراجعة الأهداف:

بعد استذكار النعم، يجب أن نراجع الأهداف التي وضعناها لأنفسنا في السنة الماضية، ونرى ما الذي حققناه منها وما الذي لم نحققه.

إن مراجعة الأهداف تساعدنا على تحديد نقاط القوة والضعف لدينا، وتساعدنا على وضع خطة أفضل لتحقيق أهدافنا في المستقبل.

كما أن مراجعة الأهداف تساعدنا على التعلم من أخطائنا، وتجنب الوقوع فيها مرة أخرى.

3. تقييم الإنجازات:

بعد مراجعة الأهداف، يجب أن نقيم إنجازاتنا في السنة الماضية، ونرى ما الذي حققناه وما الذي لم نحققه.

إن تقييم الإنجازات يساعدنا على الشعور بالإنجاز والرضا عن النفس، ويدفعنا إلى الاستمرار في العمل والاجتهاد.

كما أن تقييم الإنجازات يساعدنا على تحديد المجالات التي نحتاج إلى تطويرها وتحسينها.

4. التعلم من الأخطاء:

بعد تقييم الإنجازات، يجب أن نتعلم من أخطائنا في السنة الماضية، ونحدد الأسباب التي أدت إلى هذه الأخطاء.

إن التعلم من الأخطاء يساعدنا على تجنب الوقوع فيها مرة أخرى، ويساعدنا على تحسين أدائنا في المستقبل.

كما أن التعلم من الأخطاء يساعدنا على أن نكون أكثر حكمة وتجربة، ويساعدنا على التعامل مع الحياة بشكل أفضل.

5. الشكر لله تعالى:

بعد استذكار النعم، ومراجعة الأهداف، وتقييم الإنجازات، والتعلم من الأخطاء، يجب أن نشكر الله تعالى على نعمه وعلى ما وفقنا إليه من إنجازات.

إن شكر الله تعالى على نعمه يزيد من إيماننا به تعالى، ويقربنا منه، ويدفعنا إلى طاعته وعبادته.

كما أن شكر الله تعالى على نعمه يساعدنا على تقبل المصائب والشدائد، لأننا عندما نشكر الله تعالى على نعمه، فإننا ندرك أن هذه المصائب والشدائد هي ابتلاءات من الله تعالى يختبر بها عباده، وأنها فرصة لنا لكي نتقرب إليه تعالى بالصبر والاحتساب.

6. الدعاء إلى الله تعالى:

بعد استذكار النعم، ومراجعة الأهداف، وتقييم الإنجازات، والتعلم من الأخطاء، وشكر الله تعالى على نعمه، يجب أن ندعو الله تعالى أن يعيننا على تحقيق أهدافنا في السنة القادمة، وأن يحفظنا من كل سوء.

إن الدعاء إلى الله تعالى هو عبادة عظيمة، وهو وسيلة من وسائل التقرب إلى الله تعالى، وهو سبب من أسباب استجابة الدعاء.

كما أن الدعاء إلى الله تعالى يساعدنا على الشعور بالراحة والطمأنينة، ويساعدنا على التغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهنا.

7. العزم على التغيير:

بعد استذكار النعم، ومراجعة الأهداف، وتقييم الإنجازات، والتعلم من الأخطاء، وشكر الله تعالى على نعمه، والدعاء إليه تعالى، يجب أن نعزم على التغيير للأفضل في السنة القادمة.

إن العزم على التغيير هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الأهداف، وهو الدافع الذي يحركنا نحو الإنجاز والنجاح.

كما أن العزم على التغيير يساعدنا على التغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهنا، ويساعدنا على تحقيق النجاح في حياتنا.

الخاتمة:

إن محاسبة النفس على ما مضى من العمر هي وسيلة مهمة لتحقيق التقدم والنجاح في الحياة، فهي تساعدنا على استذكار النعم، ومراجعة الأهداف، وتقييم الإنجازات، والتعلم من الأخطاء، وشكر الله تعالى على نعمه، والدعاء إليه تعالى، والعزم على التغيير للأفضل.

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لمحاسبة أنفسنا على ما مضى من العمر، وأن يعيننا على تحقيق أهدافنا في السنة القادمة، وأن يحفظنا من كل سوء.