اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم: حماية النفس من الأذى
المقدمة:
إن اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال من أقوى الأسلحة التي يمكن للإنسان أن يتسلح بها في مواجهة شرور الآخرين، فالدعاء يوصل رسالتنا إلى الله تعالى الذي يرى ويشهد كل شيء، ويستطيع أن يحمينا من شرور الآخرين مهما كانت قوتهم أو سلطتهم.
1. أسباب اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء:
• الخوف من شرور الآخرين، سواء كانوا أفراداً أو جماعات.
• الشعور بالظلم أو الاضطهاد من قبل الآخرين.
• الرغبة في الانتقام من الذين أساءوا إلينا.
2. فضل اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء:
• إجابة الله تعالى لدعاء عباده، كما قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
• حماية الله تعالى لعباده من شرور الآخرين، كما قال تعالى: (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا).
• الشعور بالأمان والطمأنينة في قلوب العباد، كما قال تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
3. شروط إجابة الدعاء:
• الإخلاص لله تعالى في الدعاء، وعدم إشراك أحد معه.
• اليقين بأن الله تعالى قادر على إجابة الدعاء.
• الدعاء بما فيه خير للعباد، وعدم الدعاء بما فيه ضرر لهم.
• عدم الاستعجال في إجابة الدعاء، فالله تعالى يعلم متى يكون الاستجابة أفضل للعبد.
4. صور اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء:
• الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: (اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ومن أن يفرطوا علينا).
• الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، مثل: (يا حفيظ احفظني من شرورهم، يا منتقم انتقم لي منهم).
• الدعاء بما يوحيه القلب من كلمات صادقة، مثل: (اللهم إني مظلوم فامنع عني شرهم، اللهم إني ضعيف فأعنّي على دفع شرهم).
5. الدعاء على الظالمين:
• من حق المظلوم أن يدعو على الظالمين الذين أساءوا إليه، كما قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).
• الدعاء على الظالمين لا يعني أن العبد يريد الانتقام لنفسه، بل يريد أن ينتقم الله تعالى له، وأن يرد الظلم إلى أهله.
• الدعاء على الظالمين يجب أن يكون مقروناً بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق، لعل الله تعالى يهديهم ويرجعون عن ظلمهم.
6. فضل الصبر على الظلم:
• الصبر على الظلم من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، كما قال تعالى: (لِيُبَلِّغَ أَشُدَّهُ وَلِيَبْلُغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
• الصبر على الظلم يرفع العبد درجات في الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ابتلي ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر اثنين وخمسين درجة”.
• الصبر على الظلم يقوي إيمان العبد ويجعله أكثر ثقة بالله تعالى.
7. الدعاء بالانتصار على الأعداء:
• من حق المسلم أن يدعو الله تعالى بالنصر على أعدائه الذين يقاتلونه في سبيل دينه ووطنه، كما قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
• الدعاء بالنصر على الأعداء لا يعني أن المسلم يريد سفك الدماء، بل يريد أن ينتصر على أعدائه ويحمي دينه ووطنه.
• الدعاء بالنصر على الأعداء يجب أن يكون مقروناً بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق، لعل الله تعالى يهديهم ويرجعون عن ظلمهم.
الخاتمة:
الدعاء إلى الله تعالى باللجوء إليه من شرور الآخرين هو سلاح قوي يمكن أن يتسلح به الإنسان في مواجهة شرور الآخرين، وبفضل الله تعالى على عباده وإجابته لدعاءهم، فإن هذا الدعاء يحمي الإنسان من شرور الآخرين ويشعره بالأمان والطمأنينة في قلبه.