اللهم أنت الشافي المعافي اشفي مرضانا
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالشفاء من الأمراض والعافية من الأسقام مطلب عظيم للمؤمن، فإنه لا يتمتع بصحة بدنه وسلامة جسده إلا به، ولذلك كان الدعاء بالشفاء من الأمراض من أهم الأدعية التي يرددها المسلمون ليلًا ونهارًا، ففي هذا الدعاء خير كثير وبركة عظيمة.
أولاً: الشفاء من أعظم النعم:
1. إن الشفاء من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده، ففيه حفظ للأرواح وصيانة للأبدان، وإتمتاع بالحياة الدنيا والسعادة فيها.
2. ولقد جعل الله تعالى الشفاء سببًا للتمتع بحياة كريمة ومستقرة، فالمريض لا يستطيع أن يقوم بمهامه اليومية على أكمل وجه، ولا يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي.
3. ومن أعظم ما ينعم الله به على عبده أن يشفيه من مرضه، ويرد إليه صحته وعافيته، فإن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يشعر بها إلا من فقدها.
ثانيًا: أسباب الشفاء:
1. إن الشفاء من الأمراض لا يتأتى إلا بإذن الله تعالى، فهو وحده الشافي المعافي، وهو الذي بيده مفاتيح الشفاء، لا يرد قضائه أحد.
2. ومن أسباب الشفاء كذلك اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بالشفاء، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال لرفع المرض والبلاء.
3. ومن أسباب الشفاء أيضًا تناول الأدوية والعمل بالنصائح الطبية، فإن الله تعالى جعل لكل داء دواء، وجعل الشفاء في بعض الأطعمة والأعشاب.
ثالثًا: فضل الدعاء بالشفاء للمريض:
1. إن الدعاء بالشفاء للمريض له فضل كبير وأجر عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا ناداه منادٍ من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً”.
2. ومن فضل الدعاء بالشفاء للمريض أنه يرفع من معنوياته ويساعده على الصبر على المرض، ويبعث في نفسه الأمل بالشفاء العاجل.
3. ومن فضل الدعاء بالشفاء للمريض أنه يجمع بينه وبين من يدعو له برباط المحبة والأخوة، ويزيد من الترابط والتلاحم بين المسلمين.
رابعًا: آداب الدعاء بالشفاء للمريض:
1. ينبغي للمسلم أن يدعو بالشفاء للمريض بصدق وإخلاص، وأن يكثر من الدعاء له في أوقات الاستجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة.
2. ومن آداب الدعاء بالشفاء للمريض أن يداوم عليه ولا يمل، فإن الدعاء سلاح المؤمن، وهو ينفع المريض ولو بعد حين.
3. ومن آداب الدعاء بالشفاء للمريض أن يتحلى بالثقة بالله تعالى، وأن يوقن بأن الشفاء بيده وحده، وأن يدعوه وهو حسن الظن به.
خامسًا: كيفية الدعاء بالشفاء للمريض:
1. يمكن للمسلم أن يدعو بالشفاء للمريض بأي دعاء شاء، ولكن الأفضل أن يدعو بما ورد في السنة النبوية، مثل: “اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا”.
2. ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بالشفاء للمريض: “بسم الله، أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك”.
3. ويمكن للمسلم أن يدعو بالشفاء للمريض بغير هذه الأدعية، ولكن بشرط أن يكون دعاءه خالصًا لله تعالى، وأن يكون حسن الظن به.
سادسًا: الدعاء برفع البلاء والمرض:
1. إن البلاء والمرض من الأمور التي تكرهها النفس وتنفر منها، وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء برفع البلاء والمرض، فقال تعالى: “وإذا مرضت فهو يشفين”.
2. ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء برفع البلاء والمرض: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”.
3. ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء برفع البلاء والمرض: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”.
سابعًا: الخاتمة:
وفي الختام، فإن الدعاء بالشفاء للمريض من أهم الأدعية التي يرددها المسلمون، ففيه خير كثير وبركة عظيمة، وهو سبب من أسباب رفع المرض والبلاء عن المريض.
فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بالشفاء والعافية، وأن يصرف عنا الأمراض والأوبئة، وأن يمن على مرضانا بالشفاء العاجل.