اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني

No images found for اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني

مقدمة

إن الله تعالى هو الغفور الرحيم، يحب أن يعفو عن عباده وأن يتوب عليهم، وهو يقبل التوبة من عباده مهما عظمت ذنوبهم، ويدعوهم إلى التوبة والاستغفار، قال تعالى: (وأنتم من بعد ذلك لتعودون) [البقرة: 220]، وقال تعالى: (فإن الله تواب رحيم) [البقرة: 160].

فضل الاستغفار

للاستغفار فضل عظيم، فقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على الاستغفار ومن هذه الأحاديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” [رواه أبو داود].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات غفرت له ذنوبه وإن كان فر من الزحف” [رواه أحمد].

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعاء ذي النون حين دعا في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، كان يقول: ما من أحد قالها إلا استجاب الله له” [رواه الترمذي].

أسباب نزول الآية

نزلت هذه الآية في حق الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه، عندما كان لا يستحي من الله تعالى فيغتاب الناس، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وقال له: “يا حنظلة بن أبي عامر، ألا تستحي من الله تعالى أن تغتاب الناس، وقد قال الله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضًا) [الحجرات: 12]، فندم حنظلة على ما فعل، واستغفر الله تعالى، فنزلت هذه الآية في حقه، وهي تدل على أن الله تعالى يحب العفو عن عباده وأن يتوب عليهم.

معنى الآية

معنى الآية أن الله تعالى هو الغفور الرحيم، يحب أن يعفو عن عباده وأن يتوب عليهم، وهو يقبل التوبة من عباده مهما عظمت ذنوبهم، ويدعوهم إلى التوبة والاستغفار.

سبب تكرير كلمة “اللّهم” في الدعاء

تُكرّر كلمة “اللّهم” في الدعاء تأكيداً على أهمية الدعاء ودلالاتٍ فيها:

– الالتفات إلى الرب -تبارك وتعالى-: بمعنى التوجه إليه بجميع الجوارح والقلب والتركيز على العبودية وأهمية الإخلاص في الدعاء.

– تذكير العبد بالربوبية: وذلك بالدعاء، إذ يُشعر العبد بأن الله -تعالى- هو وحده الذي بيده الخير كله، وأنه هو المعبود بحق، فيتضرع إليه ويخشع له، ولا يشرك به غيره.

– التذلل لله: حيثُ يُشعر العبد بالذل والمسكنة أمام الرب -تعالى- فيدعوه بمسألة الدعاء، ويخضع له ويتضرع إليه ويتذلل بين يديه، وقد سُميت الصلاة ذلاً لأنها فيها منتهى الذل والخضوع.

– تحقيق الخشوع في الدعاء: إذ تُشعر العبد بأن الله -تعالى- هو القادر على تحقيق مطالب الدعاء، فيدعوه العبد بخضوع وخشوع وإجلال.

شروط قبول الدعاء

يشترط لقبول الدعاء عدة شروط، منها:

الإخلاص لله تعالى: بأن يقصد العبد بقلبه وجه الله تعالى وحده، لا يريد به ثناء الناس أو سمعتهم.

حضور القلب: بأن يكون العبد متوجهًا بقلبه إلى الله تعالى أثناء الدعاء، لا يلهيه عنه شيء.

اليقين بالإجابة: بأن يوقن العبد أن الله تعالى سيجيب دعاءه، وأنه لن يرده خائبًا.

التضرع والخشوع: بأن يكون العبد متضرعًا إلى الله تعالى، خاشعًا له، متذللاً بين يديه.

عدم الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم: بأن لا يدعو العبد بأمر محرم، أو بقطيعة الرحم، فإن الله تعالى لا يستجيب دعاءً فيه إثم أو قطيعة رحم.

فضل الله على عباده

لله تعالى على عباده فضل عظيم، فقد خلقهم ورزقهم وأنعم عليهم، وهداهم إلى الإسلام، ومن عليهم بنعمة الإسلام، وأنز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *