اللهم في يوم الجمعه اشفي

اللَّهُمَّ في يَوْمِ الجُمُعَةِ اشفِ:

إن يوم الجمعة هو يوم مبارك، وقد خصه الله تعالى بفضائل لا تُحصى، ففيه تُضاعف الحسنات، وتُقبل الدعوات، ويُستجاب للمناجات. ومن أعظم ما نرجوه من الله تعالى في يوم الجمعة أن يُشفي مرضانا ويشفي جميع المسلمين.

أولاً: فضل الدعاء في يوم الجمعة:

الدعاء عبادة عظيمة، ويُستجاب في يوم الجمعة أكثر من غيره من الأيام، وقد ورد في فضل الدعاء في يوم الجمعة أحاديث كثيرة، منها:

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً، إلا أعطاه إياه”.

2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تُوفّى، وفيه الساعة، وأن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه”.

3- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من دعا في يوم الجمعة في ساعة الاستجابة، أُعطِيَ ما سأل، وإن كان ما سأل الدنيا”.

ثانياً: شروط إجابة الدعاء:

لكي يُستجاب الدعاء، لا بد من توفر شروط، منها:

1- الإخلاص لله تعالى: أن يكون الداعي مخلصاً لله تعالى في دعائه، ولا يريد به رياء ولا سمعة، ولا يريد إلا وجه الله تعالى.

2- اليقين بالإجابة: أن يكون الداعي موقناً بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فلا يدعو وهو متشكك أو مُتردّد، فإن الله تعالى لا يُكذّب ظن عباده المؤمنين.

3- الحلال: أن يكون الداعي طاهراً في مأكله ومشربه وملبسه، ولا يدعو بشيء محرّم أو باطل.

4- الدعاء بصوت جهري: يُستحب أن يُرفع الداعي صوته بالدعاء، ولا يُسرّ به، إلا إذا كان في موضع يُستحب فيه السرّ، كأن يكون في الصلاة.

5- رفع اليدين: يُستحب رفع اليدين عند الدعاء، وتوجيههما إلى السماء، فإن ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: أدعية الشفاء في يوم الجمعة:

هناك أدعية كثيرة يمكن للمسلم أن يُدعو بها في يوم الجمعة للشفاء من الأمراض، منها:

1- “اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ، اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَنْ هُوَ فِي حَاجَةٍ إِلَى الشِّفَاءِ، اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَنْ يَعَانِي مِنَ الْأَمَرَاضِ وَالْأَسْقَامِ”.

2- “اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْحَمْهُمْ وَارْزُقْهُمُ الشِّفَاءَ وَالْعَافِيَةَ”.

3- “اللَّهُمَّ أَنْزِلْ شِفَاءَكَ عَلَى مَرْضَانَا، وَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الْأَمَرَاضَ وَالْأَسْقَامِ، وَارْزُقْهُمُ الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ”.

رابعاً: الدعاء بالشفاء لغير المسلم:

يجوز للمسلم أن يدعو بالشفاء لغير المسلم، سواء كان من أهل الكتاب أو من المشركين، بشرط ألا يدعو له بالهداية أو بالثبات على دينه، فإن هذا لا يجوز. ومن الأدعية التي يُستحب للمسلم أن يدعو بها لغير المسلم:

1- “اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ، مُسْلِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ”.

2- “اللَّهُمَّ ارْحَمْ كُلَّ مَرِيضٍ، مُسْلِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ”.

3- “اللَّهُمَّ خفِّفْ عَنْ كُلِّ مَرِيضٍ، مُسْلِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ”.

خامساً: الدعاء بالشفاء في السجود:

السجود من أعظم مواطن الإجابة للدعاء، ويُستحب للمسلم أن يدعو بالشفاء في سجوده، ويقول مثلاً:

1- “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَاشْفِ مَرْضِي”.

2- “اللَّهُمَّ ارزُقْنِي الشِّفَاءَ وَالْعَافِيَةَ”.

3- “اللَّهُمَّ خفِّفْ عَنِّي مَرَضِي وَاشْفِ مِنِّي”.

سادساً: الدعاء بالشفاء بعد الصلاة:

بعد كل صلاة، يُستحب للمسلم أن يدعو بالشفاء، سواء كان مريضاً أم معافى، ويمكنه أن يقول مثلاً:

1- “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَاشْفِ مَرْضِي”.

2- “اللَّهُمَّ ارزُقْنِي الشِّفَاءَ وَالْعَافِيَةَ”.

3- “اللَّهُمَّ خفِّفْ عَنِّي مَرَضِي وَاشْفِ مِنِّي”.

سابعاً: الدعاء بالشفاء في أوقات الاستجابة:

هناك أوقات تُستجاب فيها الدعوات، منها:

1- دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب.

2- دعاء المسلم في السحر.

3- دعاء المسلم بين الأذان والإقامة.

4- دعاء المسلم وهو صائم.

5- دعاء المسلم في يوم عرفة.

6- دعاء المسلم تحت المطر.

7- دعاء المسلم عند رؤية الكعبة المشرفة.

خاتمة:

الدعاء هو عبادة عظيمة، ويُستجاب في يوم الجمعة أكثر من غيره من الأيام، ويُستحب للمسلم أن يدعو بالشفاء في يوم الجمعة، وأن يكون دعائه خالصاً لله تعالى، ويقيناً بالإجابة، وبالصوت الجهري، ورافعاً يديه إلى السماء. ويجوز للمسلم أن يدعو بالشفاء لغير المسلم، بشرط ألا يدعو له بالهداية أو بالثبات على دينه. ويُستحب للمسلم أن يدعو بالشفاء في السجود، وبعد الصلاة، وفي أوقات الاستجابة. ونرجو من الله تعالى أن يُشفي مرضانا ويشفي جميع المسلمين، وأن يرزقنا الصحة والعافية.