اللهم لك الحمد كما ينبغي

اللهم لك الحمد كما ينبغي

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الحمد لله تعالى هو من أعظم العبادات وأجلها، وهو حق واجب على كل مسلم، فالله تعالى هو المنعم المتفضل، وهو المستحق للحمد والثناء، وقد أمرنا الله تعالى بحمده في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [فصلت: 5].

1. فضائل الحمد لله تعالى:

الحمد لله تعالى له فضائل ومنافع كثيرة، منها:

– الحمد لله تعالى سبب لدخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي وحين يصبح: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد إلي روحي، وأذن لي بذكره، غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.

– الحمد لله تعالى سبب لزيادة النعم، فقد قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].

– الحمد لله تعالى سبب لرفع البلاء، فقد قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (79) بِبَيِّنَاتٍ وَزُبُرٍ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (80) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (81)} [الأنبياء: 79-81].

2. الحمد لله تعالى في القرآن الكريم:

ورد ذكر الحمد لله تعالى في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها:

– قوله تعالى: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}.

– قوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا}.

– قوله تعالى: {الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}.

3. الحمد لله تعالى في السنة النبوية:

وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الحمد لله تعالى، منها:

– قوله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، والحمد لله ملء الميزان، وسبحان الله والحمد

4. الحمد لله تعالى على نعمه:

– أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة، منها:

– نعمة الإسلام: فالإسلام هو النعمة الكبرى، وهو نور الهداية الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور.

– نعمة الأمن: فالأمن نعمة عظيمة، وهو أساس الاستقرار والتنمية.

– نعمة الصحة: فالصحة نعمة عظيمة، وهي أساس القدرة على العمل والإنتاج.

– نعمة الرزق: فالرزق نعمة كبيرة، وهو أساس الحياة والاستمرار فيها.

5. الحمد لله تعالى على الشدائد:

– يبتلينا الله تعالى أحيانًا بالشدائد والابتلاءات، وذلك لحكمة يعلمها هو وحده، ومن هذه الحكمة:

– رفع الدرجات: فالشدة كفارة للذنوب، وسبب لرفع الدرجات في الجنة.

– تمحيص المؤمنين: وتمحيص المؤمنين، بمعنى إخراج ما في نفوسهم من الشوائب والذنوب.

– تقوية الإيمان: فتزيد الشدائد المؤمن إيمانًا وتصديقًا بالله تعالى.

6. الحمد لله تعالى على كل حال:

– يجب على المسلم أن يحمد الله تعالى على كل حال، في السراء والضراء، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر.

– لأن الحمد لله تعالى هو عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده.

– ولأن الحمد لله تعالى سبب لدخول الجنة، وزيادة النعم، ورفع البلاء.

7. الحمد لله تعالى في كل وقت ومكان:

– يجب على المسلم أن يحمد الله تعالى في كل وقت ومكان، في المسجد، وفي البيت، وفي العمل، وفي السوق.

– لأن الحمد لله تعالى عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده.

– ولأن الحمد لله تعالى سبب لدخول الجنة، وزيادة النعم، ورفع البلاء.

الخاتمة:

الحمد لله تعالى على كل حال، في السراء والضراء، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر. فالله تعالى هو المنعم المتفضل، وهو المستحق للحمد والثناء. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يرزقنا الجنة.

أضف تعليق