المقدمة
إنّ الله تعالى جعل بيت الكعبة المشرفة بيتًا مباركًا، وهو أول بيت وضع للناس، وقد حثّنا الله تعالى على تعظيمه واحترامه، وجاءت أحكام عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحث المسلمين على زيارته والعناية به والالتزام بآدابه، وفي هذا المقال نتناول بعض الأحكام المتعلقة بجعل الله تعالى الكعبة المشرفة بيتًا مباركًا.
أحكام متعلقة بجعل الله للكعبة المشرفة بيتًا مباركًا
أولًا: حرمة الكعبة المشرفة
حرمة الكعبة المشرفة من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، وقد اتفقت كلمة جميع المسلمين على حرمتها، وتشمل حرمتها على حرمة الاعتداء عليها وعلى ما حولها من الحرم، وقد قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.
ثانيًا: زيارة الكعبة المشرفة
إنّ زيارة الكعبة المشرفة من أفضل العبادات، وقد حثّنا الله تعالى عليها في قوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، وزيارة الكعبة المشرفة لها آداب عديدة منها: الطهارة، والستر، والتوقير، والتخشع، والدعاء، والصلاة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
ثالثًا: الطواف حول الكعبة المشرفة
الطواف حول الكعبة المشرفة من أهم مناسك الحج والعمرة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين فقال: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، وللطواف آداب عديدة منها: الطهارة، والستر، والتكبير، والتهليل، والتلبية، والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الطواف بالبيت صلاة إلا أنه يُباح فيه الكلام”.
رابعًا: السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج والعمرة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين فقال: {وَلْيَسْعَوْا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ}، وللسعي آداب عديدة منها: الطهارة، والستر، والتكبير، والتهليل، والتلبية، والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “السعي بين الصفا والمروة يمحو الذنوب كما يمحو الكير خبث الحديد”.
خامسًا: الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة من أهم مناسك الحج، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين فقال: {وَافِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}، وللوقوف بعرفة آداب عديدة منها: الطهارة، والستر، والوقوف في المكان المحدد، والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
سادسًا: رمي الجمرات
رمي الجمرات من مناسك الحج، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين فقال: {فَارْمُوهُنَّ}، ولرمي الجمرات آداب عديدة منها: الطهارة، والستر، والتكبير، والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رمي الجمار من تمام الحج”.
سابعًا: الحلق أو التقصير
الحلق أو التقصير من مناسك الحج والعمرة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين فقال: {وَأَحِلُّوا حَجَّكُمْ إِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَهُ}، وللحلق أو التقصير آداب عديدة منها: الطهارة، والستر، والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تنظر إلى جنازة إلا محرمًا لها، ولا تحلق رأسها”.
الخاتمة
إنّ بيت الله الحرام هو أول بيت وضع للناس، وقد جعله الله تعالى مباركًا وهدىً للعالمين، وقد أمرنا الله تعالى بتعظيمه واحترامه، وزيارته، والطواف حوله، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، والحلق أو التقصير، وغير ذلك من المناسك، وقد وعد الله تعالى من تعظّم بيته وحترم حرمته بالجنّة.