المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يبحث الإنسان عن السعادة والراحة النفسية في هذه الحياة الدنيا، ولكن السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا بالتقرب إلى الله تعالى والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، ومن أعظم ما يمن به الله تعالى على عباده هي رحمته ومغفرته، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن رحمة الله ومغفرته لعباده، وما يتوجب على العبد فعله لنيل رحمة الله ومغفرته.
رحمة الله واسعة:
1. رحمة الله سبقت غضبه:
– من رحمة الله تعالى أنه سبقت رحمته غضبه، فهو الرحمن الرحيم، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: “فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [ص: 87-88].
– هذه الآيات الكريمة تدل على أن رحمة الله واسعة وتسبق غضبه، وأن الله تعالى يرحم عباده ويغفر لهم ذنوبهم.
2. رحمة الله شاملة لكل شيء:
– رحمة الله تعالى شاملة لكل شيء، فهو تعالى يرحم عباده في الدنيا والآخرة، ويرحم الحيوانات والنباتات والجمادات، ويرحم الكافرين والمشركين، ولكنه يزيد رحمته لعباده المؤمنين.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” [الأعراف: 156].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن رحمة الله واسعة وتشمل كل شيء، وأن الله تعالى يرحم عباده وخلقه جميعًا.
3. رحمة الله لا حد لها:
– رحمة الله تعالى لا حد لها، فهو تعالى يرحم عباده بقدر ما يستحقون من الرحمة، ولا يظلم أحدًا من عباده، ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ” [الأعراف: 56].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن رحمة الله قريبة من المحسنين، وأن الله تعالى يرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم.
مغفرة الله واسعة:
1. مغفرة الله للذنوب:
– من رحمة الله تعالى أنه يغفر الذنوب لعباده التائبين، مهما عظمت ذنوبهم، فالله تعالى غفور رحيم، ويقبل توبة عباده مهما كانت ذنوبهم.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” [الزمر: 53].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا لعباده التائبين، وأن الله تعالى هو الغفور الرحيم.
2. مغفرة الله للذنوب الكبيرة:
– يغفر الله تعالى الذنوب الكبيرة لعباده التائبين، مهما كانت ذنوبهم كبيرة، فالله تعالى غفور رحيم، ويقبل توبة عباده مهما كانت ذنوبهم.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَأَنَا الْغَفُورُ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى” [طه: 82].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى يغفر لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، وأن الله تعالى هو الغفور الرحيم.
3. مغفرة الله للذنوب التي لا تُغفر:
– هناك بعض الذنوب التي لا يُغفرها الله تعالى، مثل الشرك بالله تعالى، وقتل النفس بغير حق، والسحر، وغير ذلك من الذنوب الكبيرة.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ” [النساء: 48].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى لا يغفر الشرك به تعالى، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
كيف ينال العبد رحمة الله ومغفرته؟
1. الإيمان بالله تعالى:
– من أهم أسباب نيل رحمة الله ومغفرته هو الإيمان بالله تعالى، والإيمان بوحدانيته وأسمائه وصفاته، والإيمان برسله وكتبه واليوم الآخر.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا” [الطلاق: 5].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن من يتقي الله تعالى يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجره.
2. العمل الصالح:
– من أسباب نيل رحمة الله ومغفرته هو العمل الصالح، والعمل الصالح هو كل عمل يقربه العبد من الله تعالى، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من العبادات.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” [البقرة: 43].
– هذه الآية الكريمة تدل على أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والركوع مع الراكعين من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد من