الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة

الرحمن الرحيم

الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة

مقدمة:

الحياة رحلة قصيرة، والدنيا دار فانية، فكل من فيها فانٍ، ولا يبقى إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام، فالموت حق، وهو سنة الحياة، وهو نهاية كل حي، ولا مفر منه، ولا مهرب منه، وقد قال الله تعالى: ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ))، وقال تعالى: ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ))، وقال تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ))، وقال تعالى: ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ)).

فضل الدعاء للمتوفي:

الدعاء للمتوفي من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقدمها له الأحياء، لأن الدعاء ينفع الميت وينفعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء للميت مثل الصدقة عليه))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما من مسلم يدعو لأخيه المسلم بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من مشى مع جنازة حتى تصلي فله قيراط، ومن مشى معها حتى تدفن فله قيراطان)).

الصبر على موت الحبيب:

من أصعب الأمور التي يمر بها الإنسان في حياته هو فقدان الحبيب، ومفارقته الأبدية، ولكن المؤمن الصابر المحتسب هو الذي يصبر على هذا المصاب الجلل، ويحتسبه عند الله تعالى، ويعلم أن الموت حق، وأن الحبيب ذهب إلى ربه، وأن الله تعالى هو خير من لقيه، وأنه رزقه الشهادة أو الحسنة، وأن الله تعالى عوضه عن فقده خيراً منه في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى: ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)).

الاستغفار والدعاء للمتوفي:

من أفضل ما يمكن أن يفعله الأحياء للمتوفي هو الاستغفار له والدعاء له، والاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى للمتوفي، والدعاء هو طلب الخير للمتوفي من الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).

الصدقة الجارية للمتوفي:

الصدقة الجارية للمتوفي هي الصدقة التي ينتفع بها المتوفي بعد موته، مثل بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو حفر بئر أو سقي ماء أو كفالة يتيم أو إطعام مسكين أو غير ذلك من الأعمال الخيرية التي ينتفع بها المتوفي بعد موته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من تصدق بصدقة فإنها تكون في ميزانه يوم القيامة، وإن كانت قليلة)).

زيارة قبر المتوفي:

من الأعمال المستحبة زيارة قبر المتوفي، والدعاء له عند قبره، والقراءة عليه من القرآن الكريم، والتسليم عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكر بالموت))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إذا دخلتم المقابر فقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)).

الدعاء للمتوفي في الأعياد:

من الأعمال المستحبة الدعاء للمتوفي في الأعياد، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وغيرها من الأعياد والمناسبات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم عيد الموتى قالت الملائكة: يا رب، إن أمتك يهنئون بعضهم بعضاً، وليس عندنا من يهنئنا، فيقول الله تعالى: أنتم هنتكم السلام من الملك السلام، وأنتم آمنون في دار السلام، فلا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون)).

الخاتمة:

الموت هو سنة الحياة، وهو نهاية كل حي، ولا مفر منه، ولا مهرب منه، ولكن المؤمن الصابر المحتسب هو الذي يصبر على هذا المصاب الجلل، ويحتسبه عند الله تعالى، ويعلم أن الموت حق، وأن الحبيب ذهب إلى ربه، وأن الله تعالى هو خير من لقيه، وأنه رزقه الشهادة أو الحسنة، وأن الله تعالى عوضه عن فقده خيراً منه في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى: ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *