المقدمة:
الله عالم الغيب والشهادة، يعلم ما في القلوب وما تخفي الصدور، وهو المطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء، سواء كان ذلك في السماوات أو في الأرض، أو في البحار أو في الجبال، أو في القلوب أو في العقول.
1- علم الله بأسرار القلوب:
يعلم الله ما في قلوب عباده من إيمان ونفاق، وصدق وكذب، وحب وبغض، ورضا وغضب، وغير ذلك من المشاعر والأحاسيس.
يعلم الله ما في قلوب عباده من نيات ومقاصد، وما يضمرونه في صدورهم من خير أو شر، وما يعتزمون فعله في المستقبل.
يعلم الله ما في قلوب عباده من أسرار وهموم وأحزان، وما يمرون به من ضيق وكرب، وما يتعرضون له من ابتلاءات وتحديات.
2- علم الله بالخطرات والوساوس:
يعلم الله ما يخطر على قلوب عباده من أفكار وتصورات، وما يتبادر إلى أذهانهم من خواطر ووساوس، سواء كانت تلك الأفكار والخواطر صالحة أو غير صالحة.
يعلم الله ما يدور في قلوب عباده من حوارات ونقاشات داخلية، وما يتعرضون له من صراعات نفسية وقلق واضطراب.
يعلم الله ما يعتمل في قلوب عباده من دوافع ورغبات وميول، وما يسعون إليه من أهداف وتطلعات، وما يخشونه ويتجنبونه.
3- علم الله بالأعمال الظاهرة والباطنة:
يعلم الله ما يصدر عن عباده من أقوال وأفعال، سواء كانت تلك الأقوال والأفعال صالحة أو غير صالحة، ظاهرة أو خفية.
يعلم الله ما ينوي عباده فعله من أعمال في المستقبل، وما يخططون له من مشاريع وبرامج، وما يسعون إلى تحقيقه من إنجازات.
يعلم الله ما يترتب على أقوال وأفعال عباده من عواقب ونتائج، وما ينتج عنها من خير أو شر، وما يترتب عليها من ثواب أو عقاب.
4- علم الله بالإيمان والنفاق:
يعلم الله من عباده المؤمنين الصادقين، ومنهم المنافقين الكاذبين، ويعرف من منهم مخلص في إيمانه ومن منهم منافق في أقواله وأفعاله.
يعلم الله ما في قلوب عباده المؤمنين من يقين وإخلاص وتوكل على الله، وما في قلوب المنافقين من شك ونفاق ورياء.
يعلم الله ما يبطنه المؤمنون والمنافقون في قلوبهم من محبة أو بغض لله ولرسوله، ومن رضا أو سخط على ما أنزل الله، ومن تسليم أو تمرد على أمر الله.
5- علم الله بالحب والبغض:
يعلم الله من عباده من يحب الله ورسوله ومن يكرههما، ويعرف من منهم صادق في حبه ومن منهم كاذب في بغضه.
يعلم الله ما في قلوب عباده المؤمنين من حب لله ولرسوله وللمؤمنين، وما في قلوب المنافقين من بغض لله ولرسوله وللمؤمنين.
يعلم الله ما يترتب على حب الله ورسوله من ثواب وخير، وما يترتب على بغض الله ورسوله من عقاب وشر.
6- علم الله بالرضا والغضب:
يعلم الله من عباده من يرضى بقضاء الله وقدره ومن يسخط عليه، ويعرف من منهم صابر على البلاء ومن منهم متذمر منه.
يعلم الله ما في قلوب عباده المؤمنين من رضا بقضاء الله وقدره، وما في قلوب المنافقين من سخط على قضاء الله وقدره.
يعلم الله ما يترتب على الرضا بقضاء الله وقدره من ثواب وخير، وما يترتب على السخط على قضاء الله وقدره من عقاب وشر.
7- علم الله بالأسرار والهموم:
يعلم الله ما في قلوب عباده من أسرار وهموم وأحزان، وما يمرون به من ضيق وكرب، وما يتعرضون له من ابتلاءات وتحديات.
يعلم الله ما يعانيه عباده المؤمنين من هموم ومشاكل وأحزان، وما يواجهونه من صعوبات وتحديات في حياتهم.
يعلم الله ما يترتب على الهموم والمشاكل والأحزان التي يمر بها العباد من خير وشر، وما ينتج عنها من ثواب أو عقاب.
الخاتمة:
إن علم الله بأسرار القلوب وآخرتها شيء عظيم يجب أن يخشاه كل إنسان، وأن يراقب الله في أقواله وأفعاله، وأن يحذر من أن يسيء إلى عباده في السر والعلن، وأن يجتهد في طاعة الله ورسوله، وأن يبتعد عن معصية الله والظلم لعباده، فإن الله مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء.