مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
إنّ شكر نعم الله عز وجلّ من أعظم العبادات وأجلِّها، وهو من أهمّ الواجبات التي أمرنا الله تعالى بها، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
طرق شكر نعم الله تعالى
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها شكر نعم الله تعالى، ومنها:
1. الاعتراف بالنعمة:
– الاعتراف بالنعمة أول خطوة في سبيل شكرها، وذلك لأنّ من لا يعترف بالنعمة لا يمكنه أن يشكرها.
– الاعتراف بنعمة الله تعالى يكون من خلال معرفة النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا، والتدبر في عظيمها وكثيرها.
2. حمد الله تعالى:
– حمد الله تعالى على نعمه من أعظم وسائل شكرها، قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].
– حمد الله تعالى يكون من خلال قول الحمد لله، والثناء عليه سبحانه وتعالى، وشكره على نعمه العظيمة.
3. الطاعة لله تعالى:
– طاعة الله تعالى من أعظم وسائل شكر نعمه، قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].
– طاعة الله تعالى تكون من خلال أداء العبادات المفروضة، واجتناب المحرمات، والالتزام بأوامر الله تعالى ونواهيه.
4. الإحسان إلى العباد:
– الإحسان إلى العباد من أعظم وسائل شكر نعم الله تعالى، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
– الإحسان إلى العباد يكون من خلال مساعدة المحتاجين، وإطعام الجائعين، وكسوة العاريين، وإيواء المشردين، وغير ذلك من وجوه الخير والإحسان.
5. الدعاء بنعم الله تعالى:
– الدعاء بنعم الله تعالى من أعظم وسائل شكرها، قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
– الدعاء بنعم الله تعالى يكون من خلال سؤال الله تعالى أن يزيدنا من نعمه، وأن يوفقنا لشكرها، وأن يعيننا على طاعته، وأن يرحمنا برحمته.
6. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم وسائل شكر نعم الله تعالى، قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون من خلال دعوة الناس إلى طاعة الله تعالى، وترك معصيته، ونشر الخير والإصلاح في المجتمع.
7. الجهاد في سبيل الله تعالى:
– الجهاد في سبيل الله تعالى من أعظم وسائل شكر نعم الله تعالى، قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60].
– الجهاد في سبيل الله تعالى يكون من خلال قتال الكفار والمشركين الذين يعتدون على المسلمين، ويدعون إلى الكفر والإلحاد.
الخاتمة
إنّ شكر نعم الله تعالى من أعظم العبادات وأجلِّها، وهو من أهمّ الواجبات التي أمرنا الله تعالى بها، ويجب على كل مسلم أن يشكر الله تعالى على نعمه العظيمة، وأن يستغل هذه النعم في طاعة الله تعالى، وفي الإحسان إلى العباد.