تفسير سورة السجدة

تفسير سورة السجدة

سورة السجدة: نظرة شاملة

مقدمة:

سورة السجدة هي السورة الثانية والثلاثون في القرآن الكريم، وهي من السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتتكون من ثلاثين آية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الآية رقم 15 التي تأمر بالسجود لله تعالى. وتعتبر سورة السجدة من السور المهمة في القرآن الكريم، حيث أنها تتناول العديد من المواضيع المهمة، مثل: الإيمان بالله تعالى، والبعث والنشور، والحساب والجزاء، والوعد والوعيد، وغير ذلك من المواضيع المهمة.

1. الإيمان بوجود الله تعالى:

تؤكد سورة السجدة على ضرورة الإيمان بوجود الله تعالى، وتدعو إلى توحيده والإخلاص له في العبادة، وذلك من خلال قوله تعالى: “ألم تنزيل الكتاب من ربك بالحق على قلبك لتكون من المنذرين” (الآية 2) وقوله تعالى: “وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون” (الآية 4-5).

وتذكر السورة أن الله تعالى هو الخالق لكل شيء في الكون، وهو المدبر لكل شؤون الحياة، وذلك من خلال قوله تعالى: “الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين” (الآية 7) وقوله تعالى: “الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير” (الآية 5).

وتؤكد السورة على أن الله تعالى هو الغني عن العالمين، وأنه لا يحتاج إلى شيء من خلقه، وذلك من خلال قوله تعالى: “ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب” (الآية 10) وقوله تعالى: “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد” (الآية 15).

2. البعث والنشور:

تؤكد سورة السجدة على ضرورة الإيمان بالبعث والنشور، وتدعو إلى الاستعداد لهذا اليوم العظيم، وذلك من خلال قوله تعالى: “يوم القيامة حق وما الله بظلام للعبيد” (الآية 11) وقوله تعالى: “فويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين” (الآية 12).

وتصف السورة أهوال يوم القيامة، وتبين أن الكافرين والمنافقين سيكونون في عذاب شديد، وذلك من خلال قوله تعالى: “وإذ الظالمون موقوفون عند ربهم يقولون ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا فتبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون” (الآية 16) وقوله تعالى: “إن المجرمين في ضلال وسعر” (الآية 17).

وتؤكد السورة على أن المؤمنين الصالحين سيكونون في نعيم مقيم، وذلك من خلال قوله تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم” (الآية 19) وقوله تعالى: “وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين” (الآية 30).

3. الحساب والجزاء:

تؤكد سورة السجدة على ضرورة الإيمان بالحساب والجزاء، وتبين أن الله تعالى سيحاسب كل إنسان على أعماله في الدنيا، وذلك من خلال قوله تعالى: “وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً” (الآية 4) وقوله تعالى: “وأن لَّيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا مَا سَعَى” (الآية 20).

وتصف السورة جزاء المؤمنين الصالحين في الجنة، وتبين أنها ستكون نعيم مقيم لا ينتهي، وذلك من خلال قوله تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم” (الآية 19) وقوله تعالى: “وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين” (الآية 30).

وتصف السورة جزاء الكافرين والمنافقين في النار، وتبين أنها ستكون عذاباً شديداً لا ينتهي، وذلك من خلال قوله تعالى: “وإذ الظالمون موقوفون عند ربهم يقولون ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا فتبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون” (الآية 16) وقوله تعالى: “إن المجرمين في ضلال وسعر” (الآية 17).

4. الوعد والوعيد:

تؤكد سورة السجدة على ضرورة الإيمان بوعد الله تعالى ووعيده، وتبين أن الله تعالى ينجز وعده لعباده الصالحين، وذلك من خلال قوله تعالى: “وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور” (الآية 10) وقوله تعالى: “ذلك وعد الله حق ود الله أن ينصركم ولكنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وأنتم الأعلون والله عزيز حكيم” (الآية 28).

وتذكر السورة عذاب الله تعالى على الكافرين والمنافقين، وتبين أنه سيصيبهم في الدنيا والآخرة، وذلك من خلال قوله تعالى: “ومن يكفر فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” (الآية 17) وقوله تعالى: “ويوم نجمعهم أجمعين ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون” (الآية 23).

وتدعو السورة المؤمنين إلى الصبر والتقوى، وتبين أنهم سيظفرون بالنصر في النهاية، وذلك من خلال قوله تعالى: “صبراً أيوب إن وعد الله حق فلا تستعجلوا له السوء” (الآية 41) وقوله تعالى: “فلله الحجة البالغة والله أشد قوة وأشد تنكيلاً” (الآية 29).

5. الآيات الكونية:

تتضمن سورة السجدة العديد من الآيات الكونية التي تدل على عظمة الله تعالى وقدرته، وذلك من خلال قوله تعالى: “ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً” (الآية 4) وقوله تعالى: “والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون” (الآية 10).

وتدعو السورة إلى التأمل في الآيات الكونية، واستنباط الدروس والعبر منها، وذلك من خلال قوله تعالى: “وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون” (الآية 21) وقوله تعالى: ” أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج” (الآية 5).

وتؤكد السورة على أن الآيات الكونية هي شواهد على وجود الله تعالى ووحدانيته، وذلك من خلال قوله تعالى: “السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون” (الآية 4) وقوله تعالى: “وأنبتنا فيها من كل شيء موزون” (الآية 10).

6. الهداية والضلال:

تؤكد سورة السجدة على ضرورة الالتزام بهدى الله تعالى، وتبين أن من يضل عن هدى الله تعالى فهو في ضلال مبين، وذلك من خلال قوله تعالى: “ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل” (الآية 23) وقوله تعالى: “وتالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون” (الآية 24).

وتدعو السورة إلى الصبر على الهدى، وتبين أن من يصبر على الهدى فهو في فوز عظيم، وذلك من خلال قوله تعالى: “فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون” (الآية 24) وقوله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” (الآية 28).

وتؤكد السورة على أن الهدى والضلال من عند الله تعالى، وذلك من خلال قوله تعالى: “وأن لَّيْسَ لِلْإِنْ

أضف تعليق