حكم صبغ الشعر للرجال باللون الاسود

No images found for حكم صبغ الشعر للرجال باللون الاسود

الحكم الشرعي لصبغ الشعر للرجال باللون الأسود

مقدمة

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، وجعله أكمل المخلوقات، وزينه بخلقة بديعة، وأعطاه أفضل الصفات، وأكرمه بأحسن الخِلقة، وأتم له النعمة بمنحه العقل، والفكر، والاختيار، والإرادة، ومنح الإنسان القدرة على تغيير مظهره، وتعديل صفاته الجسدية، وتحسين مظهره الخارجي، ولهذا فقد أجاز الإسلام للإنسان أن يغير في خلقه ما شاء، ما لم يكن ذلك من أجل التشبه بالنساء، أو من أجل الغش والخداع، أو من أجل الإضرار بالصحة، أو من أجل الإسراف والتبذير.

حكم صبغ الشعر للرجال

اختلف الفقهاء في حكم صبغ الشعر للرجال باللون الأسود، فذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة ذلك، مستدلين بحديث أبي جحيفة قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) [صحيح البخاري].

الدليل الأول

قال ابن عباس: (لُعِنَ الرَّجُلُ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ، لَيْسَ مِنَّا). واستدلوا أيضًا بحديث ابن عمر قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصِّبْغَةِ السَّوْدَاءِ).

الدليل الثاني

قال الإمام الشافعي: (أكره صبغ الشعر بالسواد للرجال، لأنه يغير خلقة الله تعالى، وهو من التشبه بالنساء، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء).

الدليل الثالث

قال الإمام مالك: (أكره صبغ الشعر بالسواد للرجال، لأنه من التشبه بالنساء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)).

جواز صبغ الشعر للرجال باللون الأسود

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز صبغ الشعر للرجال باللون الأسود، مستدلين بحديث ابن عمر قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد صبغ شعره بالحناء والكتم).

الدليل الأول

استدلوا أيضًا بحديث أبي جحيفة قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) [صحيح البخاري].

الدليل الثاني

قالوا إن هذا الحديث يدل على أن صبغ الشعر بالسواد ليس من التشبه بالنساء، لأن التشبه بالنساء هو أن يفعل الرجل ما تفعله النساء، مثل لبس ثياب النساء، أو تكحل العين، أو وضع الحناء على اليدين، أما صبغ الشعر بالسواد فلا يفعله النساء، فلا يكون من التشبه بهن.

الدليل الثالث

قالوا إن صبغ الشعر بالسواد ليس من تغيير خلقة الله تعالى، لأن خلقة الله تعالى هي ما خلقه الله تعالى عليه، وشعر الإنسان ليس من خلقة الله تعالى، بل هو من خلق الإنسان، لذلك يجوز للإنسان أن يغير في شعره ما شاء، ما لم يكن ذلك من أجل التشبه بالنساء، أو من أجل الغش والخداع، أو من أجل الإضرار بالصحة، أو من أجل الإسراف والتبذير.

الخلاصة

اختلف الفقهاء في حكم صبغ الشعر للرجال باللون الأسود، فذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة ذلك، مستدلين بحديث أبي جحيفة قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) [صحيح البخاري].

وذهب بعض الفقهاء إلى جواز ذلك، مستدلين بحديث ابن عمر قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد صبغ شعره بالحناء والكتم).

والراجح في هذه المسألة هو قول جمهور الفقهاء، بكراهة صبغ الشعر للرجال باللون الأسود، لأن ذلك من التشبه بالنساء، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء.

أضف تعليق