دعاء الحمد والشكر على الرزق

المقدمة:

الحمد والشكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. الرزق من أهم هذه النعم، وهو ما يقيم أود البدن ويدفع عنه الضرر. وقد أمرنا الله تعالى بشكره على نعمه، فقال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103].

أولاً: أنواع الرزق:

رزق الله تعالى عباده بأنواع مختلفة، منها:

1- الرزق الظاهر: وهو ما يراه الإنسان ويلمسه، مثل الطعام والشراب والكساء والمال.

2- الرزق الباطن: وهو ما لا يراه الإنسان ولا يلمسه، مثل الصحة والعافية والأمن والاستقرار.

3- الرزق المادي: وهو ما له قيمة مادية، مثل المال والعقارات والسيارات.

4- الرزق المعنوي: وهو ما لا له قيمة مادية، مثل العلم والمعرفة والفضيلة.

ثانيًا: أهمية شكر الله تعالى على الرزق:

شكر الله تعالى على الرزق من الأمور المهمة التي يجب على المسلم أن يحرص عليها، وذلك للأسباب التالية:

1- شكر الله تعالى على نعمه من علامات الإيمان: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”.

2- شكر الله تعالى على الرزق يزيده: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليبسط الرزق لعبده ما شكر”.

3- شكر الله تعالى على الرزق يحميه من الزوال: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أعطى عبده مالاً أو نعمة فقال: هذا من عند الله، ورزقني ربي، فذلك شكر لله تعالى، فإذا قال: هذا من كدي وعملي، فذلك كفر لله تعالى”.

ثالثًا: صور شكر الله تعالى على الرزق:

هناك صور عديدة لشكر الله تعالى على الرزق، منها:

1- اللسان: وذلك بذكر الله تعالى وحمده والثناء عليه.

2- القلب: وذلك بالإحساس بنعمة الله تعالى والشعور بالامتنان له.

3- الجوارح: وذلك باستخدام النعم في طاعة الله تعالى وخدمة خلقه.

4- المال: وذلك بإخراج الصدقات والزكاة ومساعدة المحتاجين.

رابعًا: دعاء الحمد والشكر على الرزق:

هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها الله تعالى حمدًا وشكرًا له على نعمه، منها:

1- دعاء الحمد: “الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي رزقنا من الطيبات، الحمد لله الذي أتم علينا نعمته، الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا، الحمد لله الذي هدانا للإسلام”.

2- دعاء الشكر: “اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علي، اللهم لك الحمد على ما رزقتني من مال وولد وعافية، اللهم لك الحمد على ما أسبغت عليَّ من نعم ظاهرة وباطنة”.

3- دعاء الزيادة: “اللهم زدنا من فضلك، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، اللهم اجعلنا من الشاكرين”.

خامسًا: فضل دعاء الحمد والشكر على الرزق:

لدعاء الحمد والشكر على الرزق فضل كبير، منها:

1- يزيد الله تعالى الرزق: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يأكل: بسم الله، والحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ذنوبه”.

2- يدفع البلاء: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد عليَّ روحي، وأذن لي بذكره، غفر له ذنوبه”.

3- يجعل الإنسان من السعداء: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أصبح وهو شاكر لله تعالى على ما أنعم عليه، كان من السعداء”.

سادسًا: آداب دعاء الحمد والشكر على الرزق:

هناك بعض الآداب التي يجب على المسلم أن يراعيها عند دعائه لله تعالى حمدًا وشكرًا له على نعمه، منها:

1- الإخلاص: وذلك بأن يكون الداعي نقيًا في نيته، خالصًا لله تعالى وحده.

2- الحضور: وذلك بأن يكون الداعي حاضر القلب، متفكرًا في معاني كلماته.

3- التضرع: وذلك بأن يكون الداعي متضرعًا إلى الله تعالى، خاشعًا بين يديه.

4- الدعاء بصوت خافت: وذلك بأن يكون الداعي خافت الصوت، لا يجهر به.

5- تكرار الدعاء: وذلك بأن يكرر الداعي دعاءه، ولا يمل من الدعاء.

سابعًا: الخاتمة:

الحمد والشكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. الرزق من أهم هذه النعم، وهو ما يقيم أود البدن ويدفع عنه الضرر. وقد أمرنا الله تعالى بشكره على نعمه، فشكر الله تعالى على الرزق من الأمور المهمة التي يجب على المسلم أن يحرص عليها.