دعاء ضيق النفس والصدر

دعاء ضيق النفس والصدر

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من أعظم المصائب التي تصيب العبد ضيق النفس والصدر، فهو بلاء عظيم يؤثر على حياة الفرد الاجتماعية والنفسية، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يلجأ إليها للتخلص من ضيق النفس والصدر، وفي هذا المقال سنتناول دعاء ضيق النفس والصدر، وفضل الدعاء في علاج ضيق النفس، وكيفية الدعاء عند ضيق النفس، وأدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لضيق النفس، ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند الحزن والكرب، ودعاء سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت، وأدعية أخرى عند الشعور بالضيق.

فضل الدعاء في علاج ضيق النفس:

الدعاء هو اللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه بأن يكشف عنا الضر ويزيل عنا ما نحن فيه من ضيق، وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء في كتابه العزيز، فقال: “ادعوني أستجب لكم”، وقال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تحث على الدعاء، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة”، وقال عليه الصلاة والسلام: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض”، وقال عليه الصلاة والسلام: “ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها”.

كيفية الدعاء عند ضيق النفس:

عند الشعور بضيق النفس والصدر، ينبغي على المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع إليه، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه، وأن يكشف عنه الضيق والهم، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن للمسلم اتباعها عند الدعاء لضيق النفس:

أولاً: الوضوء: ينبغي على المسلم أن يتوضأ قبل الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه، ولا من جسد نجس”.

ثانيًا: استقبال القبلة: ينبغي على المسلم أن يستقبل القبلة عند الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا دعا أحدكم فليستقبل القبلة”.

ثالثًا: رفع اليدين: ينبغي على المسلم أن يرفع يديه عند الدعاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند الدعاء”.

رابعًا: الخشوع والتضرع: ينبغي على المسلم أن يكون خاشعًا ومتضرعًا عند الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا دعا أحدكم فليخشع في دعائه، ولا يعجل، فإن الله تعالى يقول: أنا مع العبد ما لم يعجل، قال: يقول العبد: دعوت فلم يستجب لي، قال: استعجل”.

خامسًا: تكرار الدعاء: ينبغي على المسلم أن يكرر الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة، وخير الدعاء ما كان مكرورًا”.

أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لضيق النفس:

ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يلجأ إليها للتخلص من ضيق النفس والصدر، ومن هذه الأدعية:

– “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي”.

– “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.

– “اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال”.

دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند الحزن والكرب:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء عند الحزن والكرب، ومن الأدعية التي كان يدعو بها:

– “اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت”.

– “اللهم يا ممسك السماوات والأرض ومن فيهن، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.

– “اللهم يا مصرف القلوب، صرف قلبي إلى طاعتك”.

دعاء سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت:

عندما ابتلع الحوت سيدنا يونس عليه السلام، توجه إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع، فقال:

– “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

– “فاستجاب له ربه فأنجاه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين”.

– “فاجتباه ربه فجعله من الصالحين”.

أضف تعليق