وقد كان لعاديات الزمان دور كبير فى جعل ما وصل إلينا أقل بكثير مما ألفه علماؤنا، فمن يراجع كتب التراجم والطبقات والمعاجم والبرامج والأثبات وغيرها يجد الكثير والكثير مما فقد. الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، وهذه السيرة كتبها المؤلف في حياة السلطان، واستمد مادتها التاريخية من مصادر متعددة، وكان السلطان نفسه أحد تلك المصادر؛ حيث أملى عليه معلومات عن حياته الأولى، بالإضافة إلى وثائق الدولة التي كانت تحت يده ومشاهداته لكثير من الأحداث. وقد أشاد ببلاغته معاصروه وشهدوا له بالتقدم في صناعة الكتابة والأدب؛ فقد وصفه القلقشندي بأنه وأبناؤه “بيت الفصاحة ورؤوس البلاغة”، وقال عنه ابن تغري بردي بأنه “من سادات الكتاب ورؤسائهم وفضلائهم”.
- ومن المؤسف أن النقاش أحيانا يستدعي عبارات أو اتهامات مجملة مثل الاتهام بالعلمانية والانحراف الفكري والقراءة العصرانية وغيرها، مما لا يفيد علما ولا يقدم في تحليل الموضوع ومعالجته شيئا.
- ويرث عنه صلى الله عليه وسلم هذه الوظيفة “المحدثون رواة الأحاديث النبوية، وحملة الكتاب العزيز لتعليمه للناس”.
- والجميل أن ابن القيم ترك الباب مفتوحا للاجتهاد في المسألة، وجعل أصحابه دائرين بين الأجر والأجرين، في حين نرى اليوم اتهامات في كل اتجاه، بالعلمانية والانحراف الفكري والهزيمة النفسية وغيرها، إلى أن وصلنا إلى التزوير والتزييف.
- فهل هناك كلام أوضح من هذا على أن التصرفات النبوية بالرسالة شرع عام إلى يوم القيامة، بينما التصرفات النبوية بمنصب الإمامة –وإن وردت بلفظ عام – فهي مصلحة للأمة في ذلك الوقت وذلك المكان وتلك الحال.
- حيث يصف موضوع (النقل) في هذا الكتاب الطريقة الأدبية للمصادقة لدى العلماء المسلمين، سواء من التحديثات أو من الأخوة أو إظهار كيفية توثيق هذه الروايات أو معارضتها للدماغ أو المعرفة المستقرة، أو التحرك عبر المواد في شرح الاحتمالات التي تؤثر على النقل وإظهار منهجها المختلف الذي استخدموه هنا لمعالجة هذه الاحتمالات باللغة الأدبية حيث أنني لم أؤثر على المحتوى العلمي للاشتراك.
كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين
وسنضرب على ذلك مثالًا لتفسير المؤلِّف لآيتين كريمتين، ممَّا يبيِّن تناقض المؤلِّف والخَلَل الواضح عنده في فَهم آيات الله تعالى وتفسيرها. أنَّه لو صحَّ ما ذكره المؤلِّف من إسقاط حُجيَّة أحاديث الآحاد، فقد ثبَت خلاف ما نقله من رأي المعتزلة بالآيات القرآنيَّة الواضحة الصَّريحة، وقد سبق الإشارة إلى بعضها. وقلْ مثل هذا في جُلِّ ما ذكره المؤلِّف السمهوري في كتابه هذا، في حديثه عن المبتدِعة، ولا يحتمل المقام أن نُطيل بذكر أمثلة أخرى منها. ساهم الجهل، في فهم المتطرفين للدين وتسطيح المعرفة، وتناولها من مصادر غير ممنهجة، وأخذ النصوص المقدسة بظاهرها لا بحقيقة معناها وتنزيلها، في انتشار ظواهر كالإلحاد، وغيرها من الربوبيين والقرآنيين، لذا حاول رجال الدين كل ٌ وفق منهجه وفكره وطريقته صد هذه الظواهر. مسند الدارمى، تحقيق حسين سليم أسد، طبعة دار المغنى للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2000م. الأنساب، للسمعانى، تحقيق عبد الرحمن المعلمى اليمانى، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الطبعة الأولى، 1382هـ م.
- وقد أشاد ببلاغته معاصروه وشهدوا له بالتقدم في صناعة الكتابة والأدب؛ فقد وصفه القلقشندي بأنه وأبناؤه “بيت الفصاحة ورؤوس البلاغة”، وقال عنه ابن تغري بردي بأنه “من سادات الكتاب ورؤسائهم وفضلائهم”.
- وأما الخامسة، فهي وصول الشريعة إلينا كما بلغها النبي – صلى الله عليه وسلم – سالمة من التصحيف والتحريف، وفي هذه النقطة تحديدًا يأتي الكتاب الذي بين يدينا، «كيف وصل إلينا هذا الدين؟».
- وأمّا الإلهام فيدلُّ على حركات وأعمال وأفكار مرجعها نفخ إلهي يشبه النفخ الذي يُدخل الهواء إلى الصدر، فيعمل المُلهِم كنسمة الهواء في النفس والروح.
- وأشار المؤلف إلى جهود السلطان في استقرار البلاد واستتباب الأمن فيها بإقامة المؤسسات القضائية التي تفصل في المنازعات، فأقام دار العدل لإنصاف الضعيف من القوي، وكان السلطان يجلس بنفسه بدار العدل التي في القاهرة للنظر في حوائج الناس، وبلغ حرصه على تيسير أمور التقاضي أن جعل لقاضي القضاة أربعة نواب من أصحاب المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة للقضاء بين الناس.
كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيرى، تحقيق عادل سعد، والسيد محمود، طبعة مكتبة الرشد – الرياض، الطبعة الأولى، 1419هـ م. لا يُقدم كتاب «كيف وصل إلينا هذا الدين؟» تفسيرًا للدين بشكل ما، بقدر ما يتحدث عن فهم كاتبه للدين من وجهة نظر شخصية. ويأتي يوم لا يبقى فيه الوحي إعلاناً وكرازة فحسب، بل يصبح كلاماً مكتوباً في كتاب. وهذا ما فعله الإنجيليّون الأربعة يوم كتبوا حياة المسيح ورووا لنا أعماله وأوصلوا إلينا كلامه كما عاشته الكنيسة الأولى وتأمل فيه رسل المسيح وتلاميذه والمؤمنون. وهكذا عبر الوحي تصل إلى الناس حقيقة الله، وعبر الإلهام يعمل الله في الكتاب المكرّم فيدفعه إلى أن يكتب ما أوحى به إليه. النهاية فى غريب الحديث والأثر، للحافظ مجد الدين بن الأثير الجزرى، تحقيق طاهر أحمد الزاوى، ومحمود محمد الطناحى، طبعة المكتبة العلمية – بيروت، 1399هـ م.
- وبعد تحتمس بقرنين من الزمان قام الأمير خعمواس ابن الملك رمسيس الثاني بالتنقيب وترميم آثار أجداده القدماء من معابد ومقابر ومبان منها هرم الملك أوناس بسقارة ليكون أول مرمم للآثار في علم المصريات.
- الوحي في قاموس اللغة العربية هو ما يلقيه الله إلى أنبيائه فيعطيهم علماّ وفهماً.
- تاريخ أصبهان، لأبى نعيم الأصبهانى، تحقيق سيد كسروى حسن، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410ه -1990م.
- وكان سيدي جابر شيخا عالماً وورعاً صالحا زاهداً أحبه الناس وكثر أتباعه ومحبوه وتلاميذه الذين ينهلون من علمه .اهتم الشيخ جابر الأنصاري باللغة العربية وخاصة النحو والصرف وذلك إلى جانب اهتمامه بشئون الدين ..
كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين
أمّا العقيدة المسيحية، وهي مؤسسة لا على كتاب بل على شخص يسوع المسيح، فهي تميّز بين الوحي والإلهام، وتشدّد على دور الإنسان في تدوين الوحي الذي وصل إلينا بعبارات بشرية وكلمات الناس اليومية. لا شكَّ في أنَّ مبادرة الوحي ترجع إلى الله، ولكنَّ الإنسان هو الذي يكتب فنكتشف شخصيته وطباعه من خلال ما يكتب. إنَّ الله يؤثّر في الكاتب الملهم، يؤثّر في إرادته فيدفعه إلى الكتابة، ويؤثر في عقله فيعطيه فهم الأمور الإلهية والقدرة على إيصالها إلى البشر بطريقة تساعدهم على فهمها بقدر ما يستطيع الإنسان أن يفهم أمور السماء. غير أنَّ الكاتب هو الذي يكتب، ويتّخذ الأسلوب الأدبي والكلمات والتعابير التي يراها مناسبة لعصره وزمانه.
- ثم تأتي المرتبة الثالثة، وهي إثبات صدق نبوة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وإقامة الأدلة على صدقه، وأن القرآن الكريم هو كتاب الله – تعالى – حقًا.
- كما لا يستلزم بعث الرسول أن يكلف بالإمامة، فكم من رسول لم يطلب منه غير التبليغ لإقامة الحجة على الخلق من غير أن يؤمر بالنظر في المصالح العامة.
- واحتفظ ابن عبد الظاهر بمكانته أيضا في عهد السلطان قلاوون الذي حكم مصر بعد الظاهر بيبرس وولديه، وكتب له تفويض السلطنة بولاية العهد إلى ابنه علاء الدين علي، ثم لابنه الملك الأشرف خليل قلاوون.
- منها أنهم لم يشاهدوا عهد النبوة، ولم يتشرفوا بأنوار الرسول صلّى الله عليه وسلم، فيغلب على الظن أن ما يروى عنهم من تفسير القرآن إنما هو من قبيل الرأي لهم، فليس له قوة المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلم.
- دقة أصحاب الزوائد فى احتفاظهم بالنصوص الحديثية كاملة كما ذكرها مؤلفوها فى أصولهم.
كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين
بيد أنّنا نودُّ أن نتوقّف على آيتين من العهد الجديد اكتفينا بذكرهما، لم فيهما من تعليم خاص بالوحي ومفاهيمه في الكتاب المقدّس. أنَّ ابن تيميَّة حتى لو أصاب، فهو يردُّ عليهم ردًّا عقليًّا، فصحَّ بذلك تقديم العَقل على النَّقل. ، وهذا هو الموافق للكتاب والسُّنة والإجماع، وليس ابن تيميَّة متفردًا بذلك، ولا لومَ عليه ولا تشنيع، بل اللوم والتشنيع على من خالف ذلك بسبب الفَهم الخاطئ لأصول الدِّين. لم يكتف الشيخ بالتأليف فقط، وإنما يستقبل الشباب في معرض الكتاب كما يفعل ذلك في مضيفة العدوى بالحسين، طوال العام، حيث يصاحب بشكل إنساني صادق هؤلاء الشباب ويسمع لهم، ويتفهم إشكالاتهم، فيعبر أحد الشباب الذي يذهب لأخذ العلم منه عن حبه له “دايما بيعاملنا بحب وإنسانية حتى إن لم نقتنع بما يناقشنا فيه”. كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة، للحافظ نور الدين الهيثمى، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمى، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1399ه- 1979م.
- كتب الزوائد والأطراف لها دور بارز فى خدمة النص الحديثى بداية من حفظه من الضياع، وختامًا بتقويمه وضبطه.
- أما تفسير بعض القرآن ببعض، وتفسير القرآن بالسنة الصحيحة المرفوعة إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، فلا خلاف في وجاهته وقبوله.
- كشف الأستار عن زوائد البزار، للحافظ نور الدين الهيثمى (ت807هـ)، مطبوع فى أربعة مجلدات.
- لا يُقدم كتاب «كيف وصل إلينا هذا الدين؟» تفسيرًا للدين بشكل ما، بقدر ما يتحدث عن فهم كاتبه للدين من وجهة نظر شخصية.
كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين
تهذيب الكمال فى أسماء الرجال، للحافظ المزى، تحقيق بشار عواد معروف، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1400ه م. الجرح والتعديل، للحافظ أبى محمد بن أبى حاتم الرازى، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية – بحيدر آباد الدكن، الطبعة الأولى، 1271هـ م. تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلانى، طبعة مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند، الطبعة الأولى، 1326ه.
– رواه مسلم ) الأضاحي/باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي(، وأبو داود في الضحايا، واللفظ له، والنسائي في كتاب الادخار من الأضاحي، وأخرجه البخاري مختصرا في كتاب الأضاحي، ومالك في الضحايا، وصاحب الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، ص108. وهكذا، فكلام الله الذي نقرأه هو على شبه الكلمة المتجسّد، فيه وجه إلهي ووجه بشري. الله يوحي إلى البشر، والبشر يتلقّون هذا الوحي بأجسامهم الضعيفة وحياتهم الواهية وحريتهم المجروحة بالخطيئة وعقلهم المعرّض للخطأ. غير أنَّ هذا الوحي يبقى كلام الله مهما انتابه من ضعف لدى البشر، كما أنَّ جسد المسيح الذي يتناوله المؤمنون في القدّاس يبقى هو عينه، أتناوله البار أو الخاطئ، التقي أو الشقي. الوحي في قاموس اللغة العربية هو ما يلقيه الله إلى أنبيائه فيعطيهم علماّ وفهماً.
الصراعات المذهبية، حيث كان أصحاب المذاهب إذا أتيح لهم شىء من النفوذ والسلطان اتخذوه أداة فى التضييق على أصحاب المذاهب المخالفة لهم، وربما بلغ بهم التعصب المذهبى بهؤلاء الحمقى حد العدوان على المخالفين وحرق كتبهم. كشف الأستار عن زوائد البزار، للحافظ نور الدين الهيثمى (ت807هـ)، مطبوع فى أربعة مجلدات. معرفة من أخرج الحديث من أصحاب المصادر الأصول، والباب الذى أخرجوه فيه، ولذلك فهى نوع من الفهارس متعدد الفوائد.

وثمَّت نقد جزئي في كلِّ الأوجه التي نقلها، مع اعتراف المؤلِّف السَّمهوري لوجه واحد ممَّا ذكره ابن تيميَّة بأنَّه أقوى الوجوه. ، تحدَّث فيه عن رأي ابن تيميَّة أنَّ جِنس العرب أفضل الأمم وأذكى الأمم، وأنَّ خلاف هذا هو قول أهل البدع، منتقدًا ذلك الرأي. وكثيرا ما تبوء تلك المحاولات والمناقشات حول الإلحاد بالفشل، نتيجة الخطابات العاطفية الخاوية من العقل، أو نتيجة التسفيه والتقليل من شخص يحمل هذه الأفكار أو التساؤلات، وهو ما سار على عكسه الشيخ علاء عبدالحميد، حيث تفهم ظرفية هذه التساؤلات ومعاناة الشباب في محاولتهم للفهم “بعذر جهل الشباب وتشتت أفكارهم وبناقشهم بالعقل والحجة والبرهان وفق منهج استدلالي معرفي حقيقي”. الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، للكتانى، تحقيق محمد المنتصر بن محمد الزمزمى، طبعة دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة السادسة، 1421هـ م.
- القرآن الكريم يشتمل على آيات مجملة، ولا بد للعمل بها من شرح يُبيِّنها ويوضحها ويفسرها، وكذلك أخرى عامة ومطلقة تحتاج إلى بيانٍ يُظْهِر ما خُصَّت وقُيِّدت به هذه الآيات، ولا بد أن يكون هذا الشرح والبيان من عند الله تعالى؛ فهو الذي كلَّف العباد، وهو العليم بالمراد من كتابه، فلا اطلاع لغيره عليه.
- لم يتحدث «عبد الحميد» في المعاني الكلية للدين، ولم يشتبك مع القارئ في القضايا الجزئية، إلا أنه أبدى رفضه لفكرة انفصال العلوم الشرعية عن الإنسان في السنوات الأخيرة، حتى صارت حقائق صارمة لا يعلم الطالب أو حتى العالِم ما أصل المشكلة الإنسانية التي نشأ لحلها هذا العلم، فصار الفقه يُحفظ كقوانين، وهو ما يركز على توضيحه في كتابه.
- ولما وضع ابن عبد الظاهر مؤلفاته التاريخية ضمنها عددا كبيرا من الوثائق التي كتبها، وصاغ أحداث عصره ووقائعه وصور أبطاله ومعاركه بقلمه البليغ وأسلوبه الرفيع، وغلبت عليه صنعته، فقد كان أديبا شاعرا قبل أن يكون مؤرخا كبيرا.
- أمّا في اللغات الأجنبية فالوحي يعني أنَّ الله يكشف عمّا كان سرّاً ويعلّم الإنسان ما كان مجهولاً لديه من أمور تفوق الطبيعة.
- أوّل الوحي نور ينزل على إنسان فيملأ قلبه خوفاً من عظمة الله، ما يعتّم أن يصبح دالّة وثقة بذلك العظيم الذي تنازل وكشف عن ذاته للبشر.