كيف حارب الإسلام الفقر

كيف حارب الإسلام الفقر

فمشكلة الجهل كثيرًا ما يكون سببها الفقر، حيث لا يستطيع الفقير أن يتعلم ولا أن يعلم أولاده، لهذا كان هذا الهدف من الحاجات الأساسية التي يجب أن تتوفر للفقير من حصيلة الزكاة. ومع ذلك فإن أموال الزكاة توجه في معظمها لأغراض التوازن الاجتماعي؛ بهدف رفع حاجة الفئات المحتاجة، ولهذا كانت الزكاة من مسؤولية الدولة في جبايتها وإنفاقها، وفي ذلك يتفق معظم رجال الفكر الإسلامي. وجدير بالذكر أن نشير إلى أن علاج الفقر في الإسلام لا ينصرف فقط إلى الزكاة؛ بل يرجع أساسًا إلى العمل، ونفقات الموسرين من الأقارب والصدقات المستحبة وغيرها. إذا توافر حد الكفاية لكل فرد، ثم وجدت إمكانية فوق ذلك بحيث تتجاوز الدخول هذا الحد، فإن عدالة التوزيع تقتضي أن يكون هناك تفاوت بين الأفراد. وتجدر الإشارة إلى أن حد الكفاية يختلف باختلاف ظروف المجتمعات من ناحية الزمان والمكان، بل إنه يختلف في ذات المجتمع من فترة إلى أخرى.

الفقر ليس صفة بل هو حالة يمر بها الفرد تبعا لمعايير محددة، فمثلا يعرف الفقر بمفهومه العام علي انه انخفاض مستوى المعيشة عن مستوى معين ضمن معايير اقتصادية واجتماعية. وعرف بشيء من التفصيل على “أنه الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم وكل ما يُعد من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة”. إذا أردنا تعريف الفقر يمكن أن نقول أنه “هو الحالة أو الوضع الذي يحتاج فيه الفرد أو المجتمع إلى الموارد المالية، والأسس الضرورية للتمتُع بأدنى مستوى من الحياة والرفاهية الذي يعتبر مقبولا في المجتمع الذي يعيش فيه”، أما المعيار الدولي للفقر المدقع فهو حصول الفرد على أقل من دولار واحد في اليوم، وهو أيضا عندما يفشل دخل الأسرة في تلبية الحاجات الأساسية لأفراده، ويقاس الفقر عادة بناء على الأسرة التي تعيله وليس الفرد.

    كيف حارب الإسلام الفقر

  • في البداية أوضح الشيخ سليم عبد العزيز عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أنه لم يخل عصر من العصور من موجات غلاء تجعل الناس في كرب وضيق، لذا لم يتركنا الإسلام فريسة لهذا الأمر بل وضع لنا حلولًا لتلك الأزمات التي تكدر حياة الناس وتحول حياتهم إلى جحيم.
  • الزكاة أمر من الله تعالى، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، ومن ثم فهي عبادة خاصة بالمسلمين تتمثل في صورة تصرف مالي، وتتسم بالدوام والثبات والصواب حيث لا تتبدل أحكام الله بتبدل الظروف زمانًا ومكانًا، وهي لهذا لا تستخدم لأهداف موقوتة، وإنما تتحقق بها أهداف ثابتة روحية ومادية.
  • وأضاف أن الإسلامَ بعد أن يُقيمَ الحجةَ على النفس ويضعها أمام مسئوليتها تتوالى الأوامر الإلهية بالإصلاح ودفع الفساد؛ بل والأخذ على يد المفسد حتى يتوقف عن فساده.
  • كما أن الامتناع عن الزكاة وعدم تأديتها يسبب الفقر، لأن ذلك يكون بسبب بخل الأغنياء في إخراج الصدقة المستحبة.

عطف الأستاذ العقاد على «الشيوعية والإسلام»، فبدأ بأن مذهب ماركس المسمى بالمادية التاريخية أو المادية الثنائية الحوارية، وتصدق عليه كلمة «الشيوعية» لأنها ترجمة لما انتهى إليه المذهب من إباحة كل شىء على الشيوع أو بالمشاع – هذا المذهب ينكر الأديان جميعها ويكفر بجميع الأنبياء والرسل، ولا يترك ذلك للاستنتاج، وإنما يصرح به بلا مواربة. سلاطين بنوا «البيمارستانات» المستشفيات لعلاج الفقراء بالمجان، وأشهرها بيمارستان قلاوون الموجودة حاليًا في شارع المعز، وكذلك الأسلبة لتقديم الماء للبشر أو الدواب، التي انتشرت في شوارع القاهرة، ونجدها اليوم في شارع المعز وشارع الصليبة وحي السيدة زينب، هذا بخلاف المدارس المخصصة لتعليم الطلاب مثل مدرسة السلطان حسن. أسهم القمح المقبل من الصعيد في الحد من الغلاء، وعودة الأسعار إلى معدلها الطبيعي في هذا الزمان، وعدم وفاة أحد نتيجة الجوع مع توزيع المؤيد شيخ للخبز على الفقراء. الالتزام السياسي والحكومي والقناعة الكاملة على أن التنمية البشرية وحدها هي التي تستطيع أن يزيد من النمو الاقتصادي.

يقع هذا النوع في مدة محددة، ويزداد انتشاره على نطاق أوسع، كما يرتبط بأحداث خاصة حدثت في المجتمع. كما يشار إلى أنه يستغرق مدة كبيرة من الوقت، قد تصل لأجيال، ويكون ذلك شائعا في الأماكن التي تحدث فيها حروب باستمرار. ويعنى ذلك أنها مشكلة لا تخص غني الدول، ولا تخص الموارد، ولكنها تخص النماذج والسياسات وتصميم الأفكار، بالإضافة إلى التطبيقات والحلول. ويرجع أيضاً إلى سياسات التضامن الاجتماعي والعدالة، كما أنه من المعروف عن دول العالم العربي أنها تفتقر إلى تكوين سياسات في التضامن الاجتماعي. كما أن الامتناع عن الزكاة وعدم تأديتها يسبب الفقر، لأن ذلك يكون بسبب بخل الأغنياء في إخراج الصدقة المستحبة. ملزمتي – ملزمتي موقع تعليمي شامل لجميع المراحل التعليمية، شعارنا التفوق ومستقبل تعليمي أفضل.

كيف حارب الإسلام الفقر

5- تعتبر الزكاة، والصدقات الاختيارية، وكفالة الموسرين من الأقارب من أهم وسائل علاج مشكلة الفقر. وزكاة الأموال هي أداة لإعادة توزيع الدخل لصالح الفقراء، وهي ضريبة دائمة؛ تؤخذ بنظام ثابت ما يعادل 2,5% إلى 5% من أصل الثروة كل عام. وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى أرض اليمن وأمره أن يأخذ الزكاة من الأغنياء ويردها على فقرائهم. إن أهم مشكلة يمكن من خلال الزكاة حلها؛ هي مشكلة التفاوت الاقتصادي الفاحش؛ حيث يعمل الإسلام على عدالة التوزيع، وتقارب الملكيات في المجتمع.

    كيف حارب الإسلام الفقر

  • ولا يقتصر الأمر على الزكاة، بل ينسحب إلى غيرها من المجالات، الأمر الذي يقتضي إثراء البحث فيها جميعًا، بدءًا برجال الفقه الإسلامي، وانتهاء بأصحاب التخصصات الاقتصادية والمالية ممن لديهم ثقافة إسلامية مناسبة.
  • ونتيجة ذلك فإن على الفرد وهو يشق طريق الغنى أن يأخذ في اعتباره النهوض بالآخرين، والعمل على رفع دخولهم كلما ازداد دخله هو.
  • ففي ربيع الآخر سنة 622 هـ، شهدت مدينة القاهرة ارتفاعًا في أسعار السلع، وقل الخبز، وبدأ الناس يبحثون عن الطعام خارج أسوار المدينة فذهبوا إلى الأراضي الزراعية، وأكلوا ورق اللفت والكرنب وعروق الفول الأخضر من شدة الجوع.
  • إذا كان هذا هو مفهوم التكافُل الاجتماعي، فإن الزكاة تعتبر من هذه الناحية أول مؤسسة للتكافل الاجتماعي في التاريخ.
  • ولأن الزكاة أمر من الله، فهي حق من حقوقه عز وجل، ومن هنا فهي ركن من أركان الإسلام، وبالتالي تصبح العلاقة الحقيقية بين الله وبين دافع الزكاة، وليست بين الغني والفقير.

ورغم أن زيادة معدل النمو الاقتصادي؛ نظرياً؛ يجب أن يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة، فقد يحدث أن يكون هناك زيادة في معدل النمو الاقتصادي، ومع ذلك لا تحدث تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة تؤدي إلى حدوث ارتفاع في مستويات المعيشة بنفس القدر. لذلك لابد من اقتران زيادة معدل النمو الاقتصادي بمحاربة الفقر؛ عن طريق سياسات تهدف إلى زيادة التشغيل ورفع مستوى المعيشة. ولا يكون ذلك بمجرد تحسن مناخ الاستثمار وزيادة النمو الاقتصادي، لأن برامج الاصلاح المالي تؤكد أن الاستثمار والتصدير والنمو شروط ضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية، ولكنها ليست كافية، بل لابد أن تكون هناك سياسة اجتماعية تعمل على توزيع الدخول والثروات بشكل متوازن، وتوجيه الموارد نحو التنمية البشرية؛ والتعليم، والصحة؛ بالإضافة إلى التدخل مباشرة لحماية الطبقات الأكثر فقرا. وقد كان هذا مِن تَوفيقِ اللهِ تعالَى لأبي بكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، حيثُ إنَّه أثْبَت قوَّةَ دولةِ الإسلامِ الجديدةِ، فرجَع كثيرٌ ممَّن ارتَدُّوا، وعادُوا إلى الطاعةِ والعملِ بكلِّ شرائعِ الإسلامِ.

    كيف حارب الإسلام الفقر

  • قال الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، إن الإسلام حارب الفقرَ كونه سببًا أساسيًّا للفساد، وعاملًا مهمًّا من عوامل انتشاره ومن ثَمَّ أولى الإسلامُ قضيةَ القضاء على الفقر من جذوره عنايةً كبيرةً وحث على العمل وطلب الرزق في محاولةٍ لعلاج مشكلة الفقر بطريقة تنموية، مشيرًا إلى أن الزكاة تأتي كأحد أهم الوسائل الفعالة التي واجه بها الإسلامُ الفقرَ وما يترتب عليه من نشرٍ للفساد.
  • إن ارتفاع الأسعار أو انخفاض قيمة العملة يؤدي إلى حالة ركود؛ لأنه يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات، وزيادة تكاليف الإنتاج، وانخفاض الإنتاج ونقص المعروض، ونقص الإنتاجية، وانخفاض دخول العمال، ومزيد من ارتفاع الأسعار، في دائرة جهنمية تؤدي إلى زيادة الإحساس بالفقر.
  • تلك هي بعض الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في الزكاة، وما أكثر الأسرار التي تكمن في فقه الزكاة، يتذوقها المؤمن الصالح فتنير له الطريق.
  • يؤدي الاحتكار إلى رفع أسعار السلع وبالتالي لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق استهلاك كثير من المدخرات.

وثمَّن مفتي الجمهورية جهودَ الدولة ومؤسساتها الرقابية والتنفيذية التي تسعى بكامل طاقتها إلى تحقيق تلك العدالة الاجتماعية في سبيل مكافحة الفساد، وقد اتخذت العديد من القرارات الجسورة التي من شأنها تحقيق قدرٍ أكبر من التوزيع العادل للمنافع والثروات. يختلف مفهوم آثار الفقر باختلاف البلدان والثقافات والأزمنة ولا يوجد اتفاق دولي حول تعريف الفقر نظرا لتداخل العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل ذلك التعريف وتؤثر عليه، إلا أنه هناك اتفاق بوجود ارتباط بين الفقر ولإشباع من الحاجات الأساسية المادية أو غير المادية، وعليه فهناك اتفاق حول مفهوم الفقر عموما. 7- كما أن من حق الدولة نزع الملكيات، وأن تأخذ نسب معينة من الثروات تجد أنها ضرورية لحماية المجتمع من أزمات أو أوبئة أو أمراض.. 4- إن العلاقة وثيقة بين الفقر والبطالة، بل إن السعي في طلب الرزق من أهم وسائل علاج مشكلة الفقر. ومن وسائل الإسلام في زيادة التشغيل؛ الحث على العمل، والسير في الأرض، وتنمية العنصر البشري ذاته، مما يؤدي إلى تقليل التفاوت بين أفراد المجتمع.

كيف حارب الإسلام الفقر

كما أمر بحصر عدد الفقراء بالقاهرة والمدن المصرية، ثم وزع مسؤولية إطعام هؤلاء الفقراء على رجالة الدولة والأثرياء، وأمر بأن يصرف لكل فقير رطلان من الخبز لمدة 3 أشهر، وكان لهذه الخطوة تأثير واضح على أسعار السلع فانخفض سعر إردب القمح من 105 دراهم إلى 85 درهمًا، وبدأ التجار في فتح متاجرهم ووزعوا الصدقات تبعًا لما فعل السلطان. الحث على تكافل الدول العربية والإسلامية نظرا لنفسي ظاهرة الفقر بكثرة فيها، في عملية وضع نظام إقليمي للمعلومات وذلك بهدف إجراء ميزانية لكل أسرة كل خمس سنوات. الزكاة أمر من الله تعالى، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، ومن ثم فهي عبادة خاصة بالمسلمين تتمثل في صورة تصرف مالي، وتتسم بالدوام والثبات والصواب حيث لا تتبدل أحكام الله بتبدل الظروف زمانًا ومكانًا، وهي لهذا لا تستخدم لأهداف موقوتة، وإنما تتحقق بها أهداف ثابتة روحية ومادية. فضمان حد الكفاية لكل فقير أو مسكين، وإنفاق الزكاة في مصارفها الشرعية, هو من مهام الدولة التي لا تستند إلى جهود فردية تعجز عن القيام بها. وفى تخصيص جُزء من حصيلة الزكاة للفقراء والمساكين, استهدفت الآية أن تجعل من الزكاة أداة لتحقيق مجتمع إسلامي متضامن ومتعاون بين الأغنياء و الفقراء، ولعل ذلك يؤدي بنا إلى ضرورة تحديد مفهوم الفقر في الإسلام. ولفت المفتي إلى أن مِن معالجةِ الإسلام لاجتثاثِ أسبابِ ظاهرة الفساد من جذورها أيضًا ترسيخُ العدالةِ الاجتماعية وجعلها مقصدًا أعلى للدين، فهي من مقاصد الدين العليا بحسب فقهاء سبقوا عصورهم؛ وذلك لأنها صمامُ أمانِ المجتمعِ من حيث هي إعطاءُ كلِّ فردٍ ما يستحقه وتوزيعُ المنافع المادية في المجتمع وتوفيرٌ متساوٍ للاحتياجات الأساسية، كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كلَّ فردٍ لديه الفرصةُ في الصعود الاجتماعي.

ولم تصبر الشيوعية على الإسلام بالصبر الذى تعاملت به مع المسيحية، حداها إلى ذلك أن المسيحية تدع شئون الدولة للدولة ولا تتعرض للنظم الاجتماعية. أما الإسلام فاندفعوا فى معاداته لأنه نظام اجتماعى له منهجه فى علاج المسائل التى تتصدى لها الشيوعية، كمشكلة الفقر، وحظر الاحتكار ورفضه أن تكون الأموال «دولة بين الأغنياء»، ودفع المظالم والشرور، مع تقديس الحرية ورفض المذلة والاستعباد. ولذلك لم يكن غريبا على أغراض الشيوعية وصف الإسلام بالرجعية فى دائرة المعارف الشيوعية، ومحاربته بكل الوسائل الظاهرة والخفية. ونوه المفتي بأن الإسلام حارب الطبقية فلا يوجد فرق بين أعجمي وعربي أو أبيض واسود والعدل هو أساس الإسلام كما جرم كل صور الفساد وحرم السرقة والرشوة ولعن الراشي والمرتشي، وأمر بمواجهة ومكافحة الفساد، ومن أول وسائل مكافحة الفساد هو التوعية بخطورته وما يترتب عليه ومحاربة الجهل وأكد مفتى الجمهورية على ضرورة تطوير الخطاب الإعلامى عند تناول هذه القضية، وعقد دورات تدريبية للإعلاميين والخطباء على كشف ذلك ونشر التوعية بالمؤسسات التعليمية ونشر التوعية. وأكد مفتي الجمهورية، خلال مؤتمر مكافحة الفساد الذي أقامته محافظة القاهرة وهيئة الرقابة الإدارية، أن الإسلام سن عددًا كبيرًا من السنن الوقائية لمكافحة الفساد وتقويم وتربية الفرد، كما اتخذ الإسلام الكثير من التدابير الاحترازية لمنع الفساد، من بينها مكافحة الفقر وغياب المحاسبة وجشع النفوس. وعليه يمكن أن نقول إن مشكلة الفقر الشائعة في العالم العربي والإسلامي تعتبر مشكلة فنية وليست قيمة.

كيف حارب الإسلام الفقر