مقدمة:
يمثل المشي أحد أهم مراحل النمو والتطور في حياة الطفل، حيث يعد علامة فارقة على استقلاليته وقدرته على استكشاف محيطه. يختلف سن المشي من طفل إلى آخر، ولكن هناك متوسطًا تقريبيًا يحدد متى يمكن للطفل أن يبدأ في المشي. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل متى يمشي الأطفال، والمراحل التي يمرون بها قبل المشي، والعوامل التي تؤثر على سرعة نموهم الحركي.
1. المراحل التي يمر بها الطفل قبل المشي:
1. مرحلة الاستلقاء: في هذه المرحلة، يكون الطفل قادرًا على الاستلقاء على ظهره وتقوية عضلات رقبته وكتفيه من خلال رفع رأسه ومحاولة النظر حوله.
2. مرحلة التقلب: تبدأ هذه المرحلة عادةً في عمر 4-6 أشهر، حيث يكتسب الطفل القدرة على التقلب من الظهر إلى البطن والعكس.
3. مرحلة الجلوس: في عمر 6-8 أشهر، يبدأ الطفل في الجلوس بشكل مستقل دون مساعدة. وقد يميل في البداية إلى الجلوس مع ساقيه ممتدتين أمامه، ثم يتطور ذلك إلى الجلوس بشكل مستقيم مع ثني ركبتيه.
4. مرحلة الزحف: تعد مرحلة الزحف انتقالية بين الجلوس والوقوف. تبدأ عادةً في عمر 9-12 شهرًا، حيث يبدأ الطفل في استخدام يديه وركبتيه للزحف على الأرض.
5. مرحلة الوقوف: في عمر 10-12 شهرًا، يبدأ الطفل في محاولة الوقوف معتمدًا على الأثاث أو الجدران. وقد يترنح كثيرًا في البداية، لكنه سيتحسن تدريجيًا مع الوقت.
6. مرحلة المشي: في عمر 12-15 شهرًا، يبدأ معظم الأطفال في اتخاذ خطواتهم الأولى. وقد يمشون في البداية بخطوات غير ثابتة أو متساوية، لكنهم سيُتقنون المشي بشكل أفضل مع الممارسة والتكرار.
2. العوامل التي تؤثر على سرعة نمو الطفل الحركي:
1. الوراثة: تلعب الجينات دورًا في تحديد سرعة نمو الطفل الحركي. فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما قد مشى في سن مبكرة، فمن المحتمل أن يمشي الطفل في سن مبكرة أيضًا.
2. البيئة: تؤثر البيئة المنزلية بشكل كبير على سرعة نمو الطفل الحركي. فإذا كان الطفل محاطًا بأشياء يمكنه التفاعل معها، مثل الألعاب والحواجز الآمنة، فإنه يصبح أكثر تحفيزًا على الحركة واللعب.
3. التغذية: يعتبر التغذية السليمة أمرًا ضروريًا لنمو الطفل بشكل عام، بما في ذلك نموه الحركي. فالأطعمة الغنية بالبروتين والكالسيوم والحديد تساعد على تقوية العضلات والعظام، مما يسهل على الطفل الحركة.
4. اللعب: اللعب هو أحد أهم العوامل التي تساعد على تعزيز نمو الطفل الحركي. فمن خلال اللعب، يتعلم الطفل كيفية استخدام عضلاته وجسده للقيام بأنشطة مختلفة، مثل الزحف والوقوف والمشي.
5. التشجيع: يشجع الآباء والأمهات أطفالهم على الحركة والمشي من خلال توفير الألعاب المناسبة لهم، واللعب معهم، والتعبير عن فخرهم عند تحقيقهم أي تقدم في نموهم الحركي.
3. فوائد المشي للطفل:
1. التطور البدني: يساعد المشي على تقوية عضلات الطفل وعظامه، ويحسن قدرته على التوازن والتنسيق الحركي. كما أنه يمنحه فرصة لاستكشاف محيطه واكتشاف أشياء جديدة.
2. التطور العقلي: يساعد المشي على تحسين مهارات الطفل الإدراكية، مثل القدرة على حل المشكلات والتخطيط المسبق. كما أنه يمنحه فرصة للتعلم عن الأشكال والألوان والمسافات.
3. التطور الاجتماعي: يساعد المشي على تحسين مهارات الطفل الاجتماعية، مثل القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين. كما أنه يمنحه فرصة للتعرف على أصدقاء جدد واللعب معهم.
4. متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب إذا كان الطفل لم يبدأ في المشي حتى عمر 18 شهرًا. قد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة طبية أساسية تحتاج إلى علاج. ومن العلامات الأخرى التي تستدعي استشارة الطبيب ما يلي:
– وجود تصلب أو تشنج في عضلات الطفل.
– عدم قدرة الطفل على تحمل وزنه على ساقيه.
– وجود مشاكل في التوازن أو التنسيق الحركي.
– وجود آلام في القدمين أو الساقين.
5. نصائح لمساعدة الطفل على المشي:
1. وفير الألعاب المناسبة: وفر لطفلك ألعابًا آمنة ومحفزة تساعده على الحركة واللعب، مثل الكرات والأشياء التي يمكنه دفعها أو سحبها.
2. شجع طفلك على الحركة: شجع طفلك على الحركة والمشي من خلال اللعب معه والتعبير عن فخرك عند تحقيق أي تقدم في نموه الحركي.
3. وفر بيئة آمنة: وفر لطفلك بيئة آمنة يمكنه فيها الحركة بحرية دون التعرض للخطر، مثل غرفة الألعاب أو الفناء الخلفي.
4. استخدم دعامات المشي: إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في المشي، قد يوصي الطبيب باستخدام دعامات المشي لمساعدته على الحفاظ على التوازن والمشي بشكل أكثر ثباتًا.
5. استشر الطبيب: استشر الطبيب إذا كان طفلك لم يبدأ في المشي حتى عمر 18 شهرًا أو إذا كنت قلقًا بشأن نموه الحركي.
6. خاتمة:
يختلف سن المشي من طفل إلى آخر، ولكن معظم الأطفال يبدأون في المشي في عمر 12-15 شهرًا. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على سرعة نمو الطفل الحركي، بما في ذلك الوراثة والبيئة والتغذية واللعب والتشجيع. يعتبر المشي مرحلة مهمة في حياة الطفل، حيث يساعد على تطويره البدني والعقلي والاجتماعي. يجب استشارة الطبيب إذا كان الطفل لم يبدأ في المشي حتى عمر 18 شهرًا أو إذا كنت قلقًا بشأن نموه الحركي.