متى_تبدأ_صلاة_التراويح

متى تبدأ صلاة التراويح؟

مقدمة:

صلاة التراويح هي صلاة تطوعية تُقام في رمضان، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد سميت صلاة التراويح بهذا الاسم لأنها تُصلى على مهل وتطمأنينة، والقراءة فيها تتم بتأنٍّ وتدبّر، ولا تُقام جماعة إلا في رمضان. فلكل ليلة من ليالي شهر رمضان ثمان ركعات أو أكثر، بالإضافة إلى ثلاث ركعات الوتر، وقد اختلف الفقهاء في تحديد وقت البدء في صلاة التراويح، حيث ذهب بعضهم إلى أنها تبدأ بعد صلاة العشاء، بينما ذهب آخرون إلى أنها تبدأ بعد صلاة القيام، وفي هذا المقال سنتناول مسألة تحديد وقت بدء صلاة التراويح بالتفصيل.

أولاً: مشروعية صلاة التراويح:

1. وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على مشروعية صلاة التراويح، ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع في ليالي رمضان، فيصلي فيه إحدى عشرة ركعة، ثم يرجع فيصلي في بيته ركعتين، ويقول: من صلى في بيته ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة”.

2. وقد أجمع الفقهاء على مشروعية صلاة التراويح وأنها سنة مؤكدة، حيث قال الإمام النووي في كتابه “المجموع شرح المهذب”: “صلاة التراويح سنة مؤكدة عند جميع العلماء، وهي أفضل النوافل بعد الفرائض، وهي أفضل من صلاة الضحى”.

3. وصلاة التراويح لها فضل كبير، حيث إنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، كما أنها سبب لتقرب العبد من ربه وإحراز محبته ورضاه.

ثانيًا: وقت صلاة التراويح:

1. اختلف الفقهاء في تحديد وقت صلاة التراويح، حيث ذهب بعضهم إلى أنها تبدأ بعد صلاة العشاء، بينما ذهب آخرون إلى أنها تبدأ بعد صلاة القيام.

2. والراجح أن وقت صلاة التراويح يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة، حيث روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء ثم يقوم فيصلي إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين”.

3. ويجوز تأخير صلاة التراويح إلى ما بعد منتصف الليل، حيث روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان الناس يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم التراويح، حتى ذهب ثلث الليل، ثم تركها خشية أن تفرض عليهم”.

ثالثًا: عدد ركعات صلاة التراويح:

1. لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم عددًا معينًا لركعات صلاة التراويح، ولكن السنة أن تصلى ثماني ركعات أو أكثر، بالإضافة إلى ثلاث ركعات الوتر.

2. وقد ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة في التراويح، حيث روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة في رمضان ويوتر بواحدة”.

3. ويجوز للمسلم أن يصلي أكثر من إحدى عشرة ركعة في التراويح، حيث روى أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثلاث عشرة ركعة أو خمس عشرة ركعة في التراويح.

رابعًا: صفة صلاة التراويح:

1. يصلي المسلم صلاة التراويح على مهل وتطمأنينة، والقراءة فيها تتم بتأنٍّ وتدبّر.

2. ويُسن للمسلم أن يقرأ في كل ركعة سورة قصيرة، مثل الفاتحة وسورة الإخلاص، أو سورة طويلة، مثل البقرة وآل عمران.

3. ويُسن للمسلم أن يوتر بصلاة ثلاث ركعات، حيث يصلي أول ركعتين خفيفتين، والثالثة طويلة، ويقرأ في الركعة الأخيرة بعد الفاتحة سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.

خامسًا: فضل صلاة التراويح:

1. لصلاة التراويح فضل كبير، حيث إنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات.

2. وصلاة التراويح سبب لتقرب العبد من ربه وإحراز محبته ورضاه.

3. وصلاة التراويح سبب لرفع الدرجات في الجنة وإحراز الفوز والنجاة في يوم القيامة.

سادسًا: آداب صلاة التراويح:

1. يُستحب للمسلم أن يتطهر قبل صلاة التراويح ويستاك.

2. يُستحب للمسلم أن يرتدي أفضل ثيابه عند صلاة التراويح.

3. يُستحب للمسلم أن يحضر إلى المسجد مبكرًا وينتظر حتى يبدأ الإمام في الصلاة.

سابعًا: الخاتمة:

صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أفضل النوافل بعد الفرائض، ولها فضل كبير في تكفير الذنوب والسيئات ورفع الدرجات في الجنة. ويبدأ وقت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة، ويجوز تأخيرها إلى ما بعد منتصف الليل. ويصلي المسلم في التراويح ثماني ركعات أو أكثر، بالإضافة إلى ثلاث ركعات الوتر. وتُصلى التراويح على مهل وتطمأنينة، والقراءة فيها تتم بتأنٍّ وتدبّر. ويُس