مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اسلام ويب

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اسلام ويب

المقدمة:

الإسلام دين المحبة والسلام والتآخي، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التواد والتراحم بين المسلمين، فجعل المؤمنين كالجسد الواحد، يتعاونون ويتكاتفون فيما بينهم، ويتأثرون ببعضهم البعض، فإذا مرض عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

1. معنى التواد والتراحم:

التواد: هو المحبة والوداد بين شخصين أو أكثر، والتراحم: هو التعاطف مع الآخرين وشعورهم بآلامهم وأحزانهم، وتقديم المساعدة لهم بكل ما نستطيع.

2. فضل التواد والتراحم:

أفضل من التواد والتراحم بين المسلمين أن الله تعالى يحبه ويبارك فيه ويكثر ثوابه، كما أنه سبب في زيادة الألفة والمحبة بين الناس، وتقوية أواصر المجتمع المسلم، وحمايته من التفكك والانهيار.

3. أسباب التواد والتراحم:

هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى التواد والتراحم بين المسلمين، منها ما يلي:

الشعور بالأخوة الإسلامية: فالمسلمون إخوة في الدين والوطن، وعليهم أن يتكاتفوا ويتعاونوا فيما بينهم، ويتراحموا على بعضهم البعض.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فالمسلمون مطالبون بأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناهوا عن المنكر، وذلك من خلال النصح والتوجيه والإرشاد.

التكافل الاجتماعي: فالمسلمون مطالبون بأن يتكافلوا فيما بينهم، وأن يساعدوا المحتاجين والضعفاء والفقراء.

4. صور التواد والتراحم:

هناك العديد من صور التواد والتراحم بين المسلمين، منها ما يلي:

زيارة المرضى: فعندما يمرض المسلم فإن إخوانه المسلمين يزورونه ويسألون عنه ويدعون له بالشفاء العاجل.

تعزية الموتى: فعندما يموت المسلم فإن إخوانه المسلمين يعزون أهله وذويه ويشاركونهم حزنهم.

مساعدة المحتاجين: فعندما يحتاج المسلم إلى مساعدة فإن إخوانه المسلمين يقدمون له المساعدة اللازمة بكل ما يملكون.

5. التواد والتراحم في القرآن الكريم:

وردت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على التواد والتراحم بين المسلمين، منها ما يلي:

قال تعالى: [والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم].

قال تعالى: [محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجودًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرًا عظيمًا].

قال تعالى: [إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون].

6. التواد والتراحم في السنة النبوية:

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على التواد والتراحم بين المسلمين، منها ما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا” وشبك بين أصابعه.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره، التقوى ها هنا – وأشار إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”.

7. التواد والتراحم في حياة الصحابة:

كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أفضل من طبق التواد والتراحم بين المسلمين، فكانوا يتعاونون ويتكاتفون فيما بينهم، ويتراحمون على بعضهم البعض، وكانوا كالجسد الواحد، إذا مرض عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

الخلاصة:

إن التواد والتراحم بين المسلمين من أهم مقومات المجتمع المسلم المتماسك والمتعاون، وهو واجب ديني وأخلاقي، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التواد والتراحم بين المسلمين، فجعل المؤمنين كالجسد الواحد، يتعاونون ويتكاتفون فيما بينهم، ويتأثرون ببعضهم البعض، فإذا مرض عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

أضف تعليق