مكروهات الصلاة

مكروهات الصلاة

مقدمة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وركن الإسلام الأعظم، وهي عبادة بدنية وروحية يؤديها المسلم خمس مرات في اليوم، وهي صلة روحية بين العبد وربه، وقد شرعها الله تعالى لعباده ليتقربوا إليه وينالوا رضاه ورحمته، كما أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتساعد على صفاء الذهن وراحة القلب. ولهذه الشعيرة المقدسة آداب وأحكام يجب على المسلم اتباعها حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى. ومن بين هذه الأحكام ما يسمى بمكروهات الصلاة، وهي الأمور التي يندب للمسلم اجتنابها أثناء الصلاة، وإن فعلها لا تبطل صلاته، ولكنها تنقص من أجرها وثوابها.

أولا: مكروهات تتعلق بستر العورة

1. كشف العورة أثناء الصلاة: يُكره للمسلم كشف عورته أثناء الصلاة، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. والعورة عند الرجل هي ما بين السرة والركبة، وعند المرأة هي جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين.

2. لبس الثياب الشفافة أو الضيقة: يُكره للمسلم لبس الملابس الشفافة أو الضيقة أثناء الصلاة، لأنها تكشف عن عورته وتظهر مفاتن جسده، مما يشتت انتباهه عن الصلاة ويجعله يفكر في أمور أخرى.

3. الصلاة في مكان مكشوف: يُكره للمسلم الصلاة في مكان مكشوف أو غير مستور، لأن ذلك قد يؤدي إلى كشف عورته أو تعرضه للاطلاع من قبل الآخرين.

ثانيا: مكروهات تتعلق بوقت الصلاة

1. الصلاة في وقت النهي: يُكره للمسلم الصلاة في وقت النهي، وهو الوقت الذي يمتد من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. ويستثنى من ذلك صلاة الجنازة وصلاة الكسوف.

2. تأخير الصلاة عن وقتها: يُكره للمسلم تأخير الصلاة عن وقتها دون عذر شرعي. فمن الأفضل للمسلم أن يبادر بأداء الصلاة في أول وقتها حتى ينال أجرها وثوابها كاملاً.

3. التعجيل بأداء الصلاة قبل وقتها: يُكره للمسلم التعجيل بأداء الصلاة قبل وقتها دون عذر شرعي. فمن الأفضل للمسلم أن ينتظر حتى يدخل وقت الصلاة حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

ثالثا: مكروهات تتعلق بمكان الصلاة

1. الصلاة في مكان نجس: يُكره للمسلم الصلاة في مكان نجس، سواء كان ذلك نجاسة حسية مثل البول أو الغائط، أو نجاسة معنوية مثل الغصب أو الظلم. فمن الأفضل للمسلم أن يتطهر قبل الصلاة ويصلي في مكان طاهر حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

2. الصلاة في مكان مظلم: يُكره للمسلم الصلاة في مكان مظلم، لأن ذلك قد يؤدي إلى عدم تمكنه من أداء الصلاة بشكل صحيح. فمن الأفضل للمسلم أن يصلي في مكان مضاء حتى يتمكن من رؤية القبلة وأداء حركات الصلاة بشكل صحيح.

3. الصلاة في مكان فيه ضوضاء أو مشتتات: يُكره للمسلم الصلاة في مكان فيه ضوضاء أو مشتتات، لأن ذلك قد يؤدي إلى عدم تمكنه من التركيز في الصلاة. فمن الأفضل للمسلم أن يصلي في مكان هادئ حتى يتمكن من الخشوع في الصلاة والتدبر في معانيها.

رابعا: مكروهات تتعلق بهيئة المصلي

1. إسبال الثياب في الصلاة: يُكره للمسلم إسبال ثيابه في الصلاة، أي إطالتها عن حد الكعبين. فمن الأفضل للمسلم أن يرفع ثيابه عن كعبيه حتى لا يعلق بها شيء من النجاسة أو الأوساخ.

2. إرخاء الثياب في الصلاة: يُكره للمسلم إرخاء ثيابه في الصلاة، أي تركها متدلية بشكل غير مرتب. فمن الأفضل للمسلم أن يشد ثيابه عليه حتى لا تتعرض للكشف أو التجعد.

3. كشف الرأس في الصلاة: يُكره للمسلم كشف رأسه في الصلاة، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. فمن الأفضل للمسلم أن يغطي رأسه بغطاء مناسب حتى لا يتعرض لأشعة الشمس أو الرياح.

خامسا: مكروهات تتعلق بأفعال المصلي

1. الكلام في الصلاة: يُكره للمسلم الكلام في الصلاة، سواء كان ذلك كلاماً لغوياً أو كلاماً متعلقاً بالصلاة. فمن الأفضل للمسلم أن يلتزم بالسكوت في الصلاة حتى يتمكن من التركيز فيها.

2. الحركة الكثيرة في الصلاة: يُكره للمسلم الحركة الكثيرة في الصلاة، سواء كانت حركة اختيارية أو حركة اضطرارية. فمن الأفضل للمسلم أن يلتزم بالهدوء في الصلاة حتى يتمكن من الخشوع فيها.

3. الالتفات في الصلاة: يُكره للمسلم الالتفات في الصلاة، سواء كان ذلك التفاتاً يميناً أو يساراً أو التفاتاً للخلف. فمن الأفضل للمسلم أن يلتزم بالنظر إلى موضع سجوده حتى يتمكن من التركيز في الصلاة.

سادسا: مكروهات تتعلق بأقوال المصلي

1. قراءة القرآن بصوت مرتفع في الصلاة الجهرية: يُكره للمسلم قراءة القرآن بصوت مرتفع في الصلاة الجهرية، أي الصلاة التي يُسن فيها الجهر بالقراءة. فمن الأفضل للمسلم أن يقرأ القرآن بصوت خفيض حتى لا يشتت انتباه المصلين الآخرين.

2. الدعاء بصوت مرتفع في الصلاة: يُكره للمسلم الدعاء بصوت مرتفع في الصلاة، سواء كانت صلاة جهرية أو صلاة سرية. فمن الأفضل للمسلم أن يدعو بصوت خفيض حتى لا يشتت انتباه المصلين الآخرين.

3. ذكر الله بصوت مرتفع في الصلاة: يُكره للمسلم ذكر الله بصوت مرتفع في الصلاة، سواء كانت صلاة جهرية أو صلاة سرية. فمن الأفضل للمسلم أن يذكر الله بصوت خفيض حتى لا يشتت انتباه المصلين الآخرين.

سابعا: مكروهات تتعلق بأحوال المصلي

1. الصلاة على غير وضوء: يُكره للمسلم الصلاة على غير وضوء، أي بدون أن يتطهر بالماء قبل الصلاة. فمن الأفضل للمسلم أن يتوضأ قبل الصلاة حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

2. الصلاة في حالة جنابة: يُكره للمسلم الصلاة في حالة جنابة، أي بعد الجماع أو إخراج المني. فمن الأفضل للمسلم أن يغتسل قبل الصلاة حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

3. الصلاة في حالة حيض أو نفاس: يُكره للمرأة الصلاة في حالة حيض أو نفاس، أي بعد الولادة. فمن الأفضل للمرأة أن تنتظر حتى تنتهي فترة الحيض أو النفاس وتطهر قبل الصلاة حتى تكون صلاتها صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

الخلاصة

مكروهات الصلاة هي الأمور التي يندب للمسلم اجتنابها أثناء الصلاة، وإن فعلها لا تبطل صلاته، ولكنها تنقص من أجرها وثوابها. ومن بين هذه المكروهات ما يتعلق بستر العورة، ووقت الصلاة، ومكان الصلاة، وهيئة المصلي، وأفعال المصلي، وأقوال المصلي، وأحوال المصلي. ومن الأفضل للمسلم أن يجتنب هذه المكروهات حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، وينال أجرها وثوابها كاملاً.

أضف تعليق