المقدمة:
التوحيد هو الاعتقاد بأن الله واحد، وأنه لا شريك له في الخلق والرزق والملك والتدبير، وهو أساس العقيدة الإسلامية، وأول ما يدعى إليه الناس، وهو شرط قبول الأعمال، ومنافي التوحيد هي الأمور التي تنافي هذا الاعتقاد، وتجعله باطلاً، وهي كثيرة ومتنوعة، وقد ذكر العلماء منها سبعة نواقض، وهي: الشرك الأكبر، والكفر، والنفاق، والردة، والإلحاد، والزندقة، والبدعة.
الشرك الأكبر:
الشرك الأكبر هو الاعتقاد بأن هناك إلهاً آخر مع الله، أو أن هناك من له حق العبادة غير الله، أو أن هناك من له حق التصرف في الكون غير الله، أو أن هناك من هو مساو لله في صفاته أو أفعاله، ومن أمثلة الشرك الأكبر: عبادة الأصنام، والاستغاثة بالأموات، والنذر لغير الله، والدعاء لغير الله، والتوكل على غير الله، والاعتقاد بأن هناك من له حق التشريع غير الله، والاعتقاد بأن هناك من له حق الحكم غير الله، والاعتقاد بأن هناك من له حق الغفران غير الله.
الكفر:
الكفر هو نقيض الإيمان، وهو عدم الاعتقاد بالله ورسله، أو إنكار وجود الله ورسله، أو إنكار صفات الله أو أفعاله، أو إنكار نبوة أحد من الرسل، أو تكذيب أحد من الرسل، أو الاستهزاء بالله أو برسله، أو بغض الله أو برسله، أو موالاة أعداء الله ورسله، أو اتباع دين غير الإسلام، ومن أمثلة الكفر: الإلحاد، والزندقة، والنفاق، والردة، والسحر، والكفر بالقدر، والكفر بالملائكة، والكفر بالجن، والكفر باليوم الآخر.
النفاق:
النفاق هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر، وهو من أخطر أنواع الكفر، لأنه يجمع بين الكفر والإيمان، ومن أمثلة النفاق: إظهار الإيمان وإبطان الكفر، وإظهار محبة الله ورسوله وإبطان بغضهما، وإظهار طاعة الله ورسوله وإبطان معصيتهما، وإظهار الولاء للمسلمين وإبطان العداوة لهم، وإظهار التمسك بالإسلام وإبطان الميل إلى الكفر، ومن علامات النفاق: كثرة الحلف، والغدر، والخيانة، والنميمة، والغيبة، والرياء، والكذب، والظلم، والفساد.
الردة:
الردة هي الرجوع عن الإسلام إلى الكفر، وهي من أكبر الكبائر، ومن أشد أنواع الكفر، ومن أمثلة الردة: إنكار وجود الله أو وحدانيته، أو إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو تكذيبه، أو الاستهزاء به، أو بغضه، أو موالاة أعدائه، أو اتباع دين غير الإسلام، ومن علامات الردة: ترك الصلاة، وترك الزكاة، وترك الصيام، وترك الحج، وشرب الخمر، والزنا، واللواط، والسرقة، والقتل، والربا، والغصب، والظلم، والفساد.
الإلحاد:
الإلحاد هو إنكار وجود الله، أو إنكار صفاته، أو إنكار أفعاله، أو إنكار نبوة الرسل، أو إنكار اليوم الآخر، ومن أمثلة الإلحاد: القول بأن الكون وجد بمحض الصدفة، أو القول بأن الكون أزلي لا أول له، أو القول بأن الكون محدود في الزمان والمكان، أو القول بأن الله محدود في صفاته أو أفعاله، أو القول بأن الله غير قادر على كل شيء، أو القول بأن الله غير عادل، أو القول بأن الله غير رحيم، أو القول بأن الله غير حكيم، أو القول بأن الله غير موجود.
الزندقة:
الزندقة هي الاعتقاد بأن هناك إلهين، أو أن هناك إلهاً غير الله، أو أن هناك من هو مساو لله في صفاته أو أفعاله، أو أن هناك من له حق العبادة غير الله، ومن أمثلة الزندقة: عبادة الأصنام، والاستغاثة بالأموات، والنذر لغير الله، والدعاء لغير الله، والتوكل على غير الله، والاعتقاد بأن هناك من له حق التشريع غير الله، والاعتقاد بأن هناك من له حق الحكم غير الله، والاعتقاد بأن هناك من له حق الغفران غير الله.
البدعة:
البدعة هي كل أمر محدث في الدين لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يكن عليه السلف الصالح، ومن أمثلة البدعة: الصلاة في غير أوقاتها، والصيام في غير أوقاته، والزكاة في غير أموالها، والحج في غير وقته، والاعتكاف في غير المساجد الثلاثة، والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والاحتفال بليلة القدر، والاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية، والاحتفال بعيد الفطر، والاحتفال بعيد الأضحى، والاحتفال بالمولد النبوي، والاحتفال بالإسراء والمعراج، والاحتفال بالهجرة النبوية.
الخاتمة:
نواقض التوحيد هي الأمور التي تنافي الاعتقاد بالله الواحد الأحد، وهي من أخطر الأمور على الإطلاق، لأنها تؤدي إلى الكفر والشرك، وقد حذر الله تعالى منها في كتابه العزيز، ورسوله صلى الله عليه وسلم حذر منها في سنته المطهرة، وعلى المسلم أن يحذر من الوقوع في أي من هذه النواقض، وأن يتمسك بالتوحيد الخالص، وأن يجعل ذلك أساس عقيدته ودينه.