آيات عن التنمر في القرآن الكريم
مقدمة
التنمر هو أحد أشكال العنف أو العدوان الذي يمارسه شخص أو مجموعة من الأشخاص ضد شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص بشكل متكرر ومتعمد، مما قد يتسبب في إيذاء أو ضرر جسدي أو نفسي أو اجتماعي للشخص المتنمر عليه. وقد يكون التنمر لفظيًا أو جسديًا أو اجتماعيًا أو إلكترونيًا.
أولاً: تعريف التنمر في القرآن الكريم
لقد تناول القرآن الكريم ظاهرة التنمر من خلال العديد من الآيات الكريمة، ووصفها بأنها من صفات المنافقين والذين كفروا بالله تعالى.
1. قال تعالى في سورة التوبة: “الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم”.
2. وقال تعالى في سورة الأحزاب: “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”.
ثانيًا: أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن التنمر
لقد نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن التنمر بجميع أشكاله، واعتبره من الأخلاق السيئة التي لا تليق بالمسلم.
1. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء”.
2. وقال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا”.
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “من نال من أخيه شيئًا في عرضه أو عرضه أو ماله فأراد أن يكفر فليبدأ بالذي نال منه”.
ثالثًا: التنمر اللفظي في القرآن الكريم
لقد حذر القرآن الكريم من التنمر اللفظي، واعتبره من الكبائر التي يجب على المسلم تجنبها.
1. قال تعالى في سورة النساء: “ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”.
2. وقال تعالى في سورة الحجرات: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
3. وقال تعالى في سورة التوبة: “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”.
رابعًا: التنمر الجسدي في القرآن الكريم
لقد نهى القرآن الكريم عن التنمر الجسدي بجميع أشكاله، واعتبره من الجرائم التي يجب عقاب مرتكبها.
1. قال تعالى في سورة المائدة: “ومَن قتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خلدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا”.
2. وقال تعالى في سورة الإسراء: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورًا”.
3. وقال تعالى في سورة النساء: “وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة”.
خامسًا: التنمر الاجتماعي في القرآن الكريم
لقد حذر القرآن الكريم من التنمر الاجتماعي، واعتبره من الظلم الذي يجب على المسلم الابتعاد عنه.
1. قال تعالى في سورة النساء: “يا أيها الذين آمنوا لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”.
2. وقال تعالى في سورة الحجرات: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
3. وقال تعالى في سورة المؤمنون: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”.
سادسًا: التنمر الإلكتروني في القرآن الكريم
لقد تناول القرآن الكريم التنمر الإلكتروني، واعتبره من المحرمات التي يجب على المسلم تجنبها.
1. قال تعالى في سورة التوبة: “ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم”.
2. وقال تعالى في سورة الحجرات: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم”.
3. وقال تعالى في سورة النور: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.
سابعًا: آثار التنمر في القرآن الكريم
لقد حذر القرآن الكريم من آثار التنمر على الفرد والمجتمع، واعتبره من الأسباب التي تؤدي إلى الفتنة والفساد.
1. قال تعالى في سورة البقرة: “وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون”.
2. وقال تعالى في سورة الآل عمران: “قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين”.
3. وقال تعالى في سورة الأحزاب: “يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً”.
خاتمة
لقد أوضح القرآن الكريم حرمة التنمر بجميع أشكاله، واعتبره من الأخلاق السيئة التي لا تليق بالمسلم. كما حذر القرآن الكريم من آثار التنمر على الفرد والمجتمع، واعتبره من الأسباب التي تؤدي إلى الفتنة والفساد.