آيات عن الصبر وحسن الظن بالله
مقدمة
الصبر وحسن الظن بالله من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فالصبر هو قوة الإرادة والثبات على الحق وعدم الاستسلام لليأس أو الإحباط، وحسن الظن بالله هو اليقين بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن الله تعالى ولي المؤمنين ونصيرهم.
1. الحث على الصبر
حث الله تعالى المؤمنين على الصبر في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]، وقوله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155-157].
2. أقسام الصبر
ينقسم الصبر إلى ثلاثة أقسام:
1. الصبر على طاعة الله تعالى: وهو أن يلتزم المسلم بأوامر الله تعالى وترك نواهيه، ولا يتكاسل عن العبادات، ولا يتساهل في أدائها.
2. الصبر على معصية الله تعالى: وهو أن يتجنب المسلم ارتكاب المعاصي مهما كانت، وأن يقاوم شهواته ورغباته، وأن يصبر على تركها مهما كان ذلك صعبًا.
3. الصبر على أقدار الله تعالى: وهو أن يتقبل المسلم ما قدره الله تعالى له من خير أو شر، وألا يجزع أو يتذمر أو يتسخط على ما قدره الله تعالى له.
3. فوائد الصبر
للصبر فوائد كثيرة، منها:
1. رضا الله تعالى: فالصبر من أهم أسباب رضا الله تعالى عن عباده، فمن صبر على طاعة الله تعالى وعلى معصيته وعلى أقداره كان من المتقين الذين يحبهم الله تعالى.
2. زيادة الأجر والثواب: فمن صبر على طاعة الله تعالى وعلى معصيته وعلى أقداره كان له أجر عظيم عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ﴾ [الرعد: 22-23].
3. النصر والظفر: فالصبر على الجهاد في سبيل الله تعالى وعلى أذى المشركين والكافرين من أهم أسباب النصر والظفر، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].
4. الحث على حسن الظن بالله تعالى
حث الله تعالى المؤمنين على حسن الظن به في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87]، وقوله تعالى: ﴿فَأَصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا تَسْتَخِفَّنَّكَ الْمُسْتَخِفُّونَ﴾ [لقمان: 22].
5. أسباب حسن الظن بالله تعالى
لحسن الظن بالله تعالى أسباب كثيرة، منها:
1. معرفة الله تعالى وصفاته: فمن عرف الله تعالى وصفاته العظيمة كرحمته وعدله وفضله وحكمته وأنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وأعدل العادلين وأحكم الحاكمين كان له حسن الظن به تعالى.