آيات عن الصوم

المقدمة:

الصيام من العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن الصيام، وتبين أهميته ومكانته عند الله تعالى، وكذلك حكمته وفوائده.

1. فضل الصيام ومكانته عند الله تعالى:

– قال الله تعالى: ﴿وَآتَيْنَاكَ السَّبْعَ الْمَثَانِيَ وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴿١٠٦﴾ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴿١٠٧﴾ وَالصِّيَامَ كُتِبَ عَلَيْكُمْ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٠٨﴾﴾ [البقرة: 106-108].

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جُنّة من النار” [رواه الترمذي].

– وقال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].

2. حكم الصيام وأوقاته:

– فرض الله تعالى الصيام في شهر رمضان المبارك، فقال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].

– ويبدأ وقت الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فقال الله تعالى: ﴿فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187].

– يُستثنى من وجوب الصيام بعض الفئات، ومنهم: المسافر، والمريض، والحائض، والنفساء.

3. فوائد الصيام:

– الفوائد الصحية: يساعد الصيام على تنظيف الجسم والتخلص من السموم، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض كثيرة، مثل: أمراض القلب والسكري والسرطان.

– الفوائد النفسية: يمنح الصيام الشعور بالسكينة والهدوء والراحة النفسية، ويزيد من القدرة على التحكم في النفس والتغلب على الصعوبات.

– الفوائد الاجتماعية: يساعد الصيام على تعزيز التكافل الاجتماعي والتراحم بين المسلمين، ويعمق الشعور بالمسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين.

4. شروط صحة الصيام:

– الإسلام: لا يصح صيام غير المسلم، ولا يصح صيام المسلم الذي ارتد عن الإسلام.

– البلوغ: لا يصح صيام الصبي أو الصبية قبل بلوغهما.

– العقل: لا يصح صيام المجنون أو المعتوه.

– القدرة على الصيام: لا يصح صيام المريض أو المسافر الذي يُخشى عليه الضرر من الصيام.

5. مبطلات الصيام:

– الأكل والشرب: يُفسد الصيام كل ما يدخل الجوف عن طريق الفم، سواء أكان طعامًا أم شرابًا، سواء أكان كثيرًا أم قليلًا.

– الجماع: يُفسد الصيام الجماع في نهار رمضان.

– الاستقاءة: يُفسد الصيام الاستقاءة عمدًا، وهي إخراج الماء من الجوف عن طريق القيء.

– الحيض: يُفسد الصيام الحيض، وهو خروج الدم من رحم المرأة في غير وقت الولادة.

– النفاس: يُفسد الصيام النفاس، وهو خروج الدم من رحم المرأة بعد الولادة.

6. كفارة الصيام:

– يُكفر عن الصيام المفروض الذي أفطر المسلم فيه لعذر شرعي، وذلك بتعويضه بصيام يوم آخر، يُسمى: “صيام القضاء”.

– وقد حدد الله تعالى كفارة أخرى للصيام المفروض الذي أفطر المسلم فيه بغير عذر شرعي، وذلك بإطعام ستين مسكينًا، أو صيام شهرين متتاليين، أو تحرير رقبة مؤمنة.

7. آداب الصيام:

– الإكثار من العبادات: ينبغي للمسلم أن يُكثر من العبادات في شهر رمضان، مثل: الصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم.

– الابتعاد عن المحرمات: ينبغي للمسلم أن يبتعد عن كل ما حرّمه الله تعالى في شهر رمضان، مثل: الكذب والغيبة والنميمة.

– الإحسان إلى الآخرين: ينبغي للمسلم أن يُحسن إلى الآخرين في شهر رمضان، وذلك بالصدقات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

الخاتمة:

الصيام عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وله فوائد كثيرة في الدنيا والآخرة. وقد بيّن الله تعالى حكم الصيام وأوقاته وشروطه ومبطلاته وكفارته وآدابه، حتى يحقق المسلمون من خلاله التقوى والغفران والأجر العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *