المقدمة:
يعد التسامح ونبذ العنف من أهم القيم الأخلاقية التي حث عليها الإسلام، إذ دعا الإسلام إلى التسامح مع الآخرين ونبذ العنف بكل أشكاله وصوره، سواء العنف الجسدي أو النفسي أو اللفظي، وجعل التسامح من أعلى درجات الإيمان.
1. التسامح مع الآخرين:
– أكد القرآن الكريم على أهمية التسامح مع الآخرين، حتى مع الذين أساؤوا إلينا، قال تعالى: “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (فصلت: 34).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم فضل التسامح مع الآخرين، فقال: “أفضل الجهاد من جاهد نفسه”.
– كما حث الإسلام على إفشاء السلام بين الناس، قال تعالى: “وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا” (النساء: 86).
2. نبذ العنف بكل أشكاله:
– نهى الإسلام عن العنف بكل أشكاله وصوره، سواء العنف الجسدي أو النفسي أو اللفظي، قال تعالى: “وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” (الإسراء: 33).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم حرمة العنف، فقال: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً”.
– وحث الإسلام على اللجوء إلى الحوار والتفاهم لحل المشاكل، قال تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (النحل: 125).
3. التسامح الديني:
– دعا الإسلام إلى التسامح الديني واحترام الآخرين مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم، قال تعالى: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” (البقرة: 256).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية التسامح الديني، فقال: “من آذى ذميا فقد آذاني”.
– وحث الإسلام على إقامة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، قال تعالى: “وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (النحل: 125).
4. التسامح في الأسرة:
– دعا الإسلام إلى التسامح بين أفراد الأسرة الواحدة، سواء بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء أو بين الإخوة، قال تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” (البقرة: 83).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية التسامح في الأسرة، فقال: “خيركم خيركم لأهله”.
– كما حث الإسلام على إفشاء المحبة والمودة بين أفراد الأسرة، قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” (الروم: 21).
5. التسامح في المجتمع:
– دعا الإسلام إلى التسامح بين أفراد المجتمع الواحد، سواء بين الجيران أو بين الأصدقاء أو بين الغرباء، قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (المائدة: 2).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية التسامح في المجتمع، فقال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”.
– كما حث الإسلام على إفشاء المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع، قال تعالى: “وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” (العصر: 3).
6. التسامح في العلاقات الدولية:
– دعا الإسلام إلى التسامح في العلاقات الدولية، واحترام الدول الأخرى مهما كانت دياناتها أو ثقافاتها أو أنظمتها السياسية، قال تعالى: “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ” (الأنفال: 61).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية التسامح في العلاقات الدولية، فقال: “المؤمن يألف ولا يؤلف”.
– كما حث الإسلام على إقامة الحوار والتفاهم بين الدول المختلفة، قال تعالى: “وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا” (الإسراء: 53).
7. التسامح في الحروب:
– دعا الإسلام إلى التسامح في الحروب، وعدم قتل الأسرى أو الجرحى أو المدنيين، قال تعالى: “وَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا” (محمد: 4).
– وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية التسامح في الحروب، فقال: “إذا حاصرت أهل حصن أو مدينة فلا تمنعهم من الماء”.
– كما حث الإسلام على إفشاء المحبة والرحمة بين المسلمين وغير المسلمين في زمن الحرب، قال تعالى: “وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ” (التوبة: 6).
الخاتمة:
إن التسامح ونبذ العنف من أهم القيم الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، حيث أمر الإسلام بالتسامح مع الآخرين مهما كانت دياناتهم أو معتقداتهم أو ثقافاتهم، كما نهى الإسلام عن العنف بكل أشكاله وصوره، ودعا إلى إفشاء المحبة والرحمة بين الناس جميعًا.