العنوان: آيات قرآنية عن التنمر
المقدمة:
التنمر هو أحد أنواع العنف والسلوك العدواني الذي يتم فيه استغلال القوة أو السلطة أو النفوذ لإيذاء شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص. وقد يكون التنمر لفظيًا أو جسديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا أو إلكترونيًا. وقد يكون موجّهًا ضد الأشخاص بسبب اختلافاتهم في العرق أو الدين أو الجنس أو الإعاقة أو التوجه الجنسي أو أي سبب آخر. ويؤثر التنمر على الصحة العقلية والجسدية للضحايا، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة.
الآية الأولى: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”[الأنعام: 164]
– يؤكد لنا القرآن الكريم على مبدأ المسؤولية الفردية، وأن كل شخص يتحمل عواقب أفعاله وأقواله. وهذا يعني أنه لا يجوز لنا أن نلقي اللوم على الآخرين بسبب أخطائنا، ولا يجوز لنا أن نتنمر عليهم بسبب اختلافاتهم عنا.
– كما يبين لنا أن التنمر هو عمل مرفوض في الإسلام، وأن عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة.
– ومن الأمثلة على التنمر: السخرية من أصحاب الوزن الزائد، أو التنمر على ذوي الإعاقة، أو السب الوقح.
الآية الثانية: “ولا تسخر من الناس كي لا يسخروا منكم”[الحجرات: 11]
– يعلمنا القرآن الكريم أن السخرية من الآخرين هي عمل مرفوض، وأنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية على المتنمر والضحية.
– السخرية من الآخرين تجعلهم يشعرون بالإهانة والمهانة، وقد تؤدي إلى إصابتهم بالإحباط والاكتئاب.
– ومن الأمثلة على التنمر: إلقاء النكات المسيئة على لون بشرة شخص ما أو عرقه أو دينه.
الآية الثالثة: “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”[الفرقان: 63]
– يوصينا القرآن الكريم بأن نتحلى بالسلم والاحترام في تعاملنا مع الآخرين، حتى لو كانوا جاهلين أو مؤذين.
– السلم والاحترام من القيم الإسلامية الأساسية، وهي تحثنا على تجنب العنف والعدوانية، والتعامل مع الآخرين بلطف ورحمة.
– ومن الأمثلة على التنمر: إهانة شخص ما أو إهانته أو تهديده بالعنف.
الآية الرابعة: “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تلمزوا بعضكم بعضا”[الحجرات: 11]
– يحذرنا القرآن الكريم من الغيبة والنميمة، والتي تعتبر من أشكال التنمر اللفظي.
– الغيبة والنميمة تؤدي إلى إلحاق الضرر بسمعة الضحية، وقد تؤدي إلى فقدانها لأصدقائها وعائلتها.
– ومن الأمثلة على التنمر: قول أشياء سيئة عن شخص ما وراء ظهره، أو نشر الشائعات عنه.
الآية الخامسة: “وإذا رأى أصحاب المقام أنفسهم قالوا ربنا إنا رأينا وسمعنا فارحمنا وأدخلنا مع القوم الصالحين”[الشعراء: 90]
– يبين لنا القرآن الكريم أن الغرور والتكبر من الصفات المذمومة، وأنها قد تؤدي إلى الشعور بالعداء والكراهية تجاه الآخرين.
– الغرور والتكبر يجعلان الشخص يشعر بأنه متفوق على الآخرين، وأنه يحق له إهانتهم والتنمر عليهم.
– ومن الأمثلة على التنمر: إظهار الشعور بالتفوق على الآخرين، أو إهانتهم بسبب ضعفهم أو فقرهم.
الآية السادسة: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون”[العنكبوت: 46]
– يوصينا القرآن الكريم بأن نتحلى بالتسامح والاحترام في تعاملنا مع أصحاب الديانات الأخرى.
– التسامح والاحترام يجعلاننا قادرين على التعايش السلمي مع الآخرين، حتى لو كانوا مختلفين عنا في دينهم أو ثقافتهم.
– ومن الأمثلة على التنمر: إهانة شخص ما بسبب دينه أو معتقداته، أو التمييز ضده بسبب انتمائه الديني.
الآية السابعة: “يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون”[آل عمران: 102]
– يوصينا القرآن الكريم بأن نتقي الله في أقوالنا وأفعالنا، وأن نحسن معاملة الآخرين حتى ننال رضاه في الدنيا والآخرة.
– تقوى الله تجعلنا قادرين على تجنب المعاصي والذنوب، بما في ذلك التنمر.
– ومن الأمثلة على التنمر: إهانة شخص ما بسبب إعاقته أو مرضه، أو التنمر عليه بسبب وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي.
الخاتمة:
التنمر هو عمل مرفوض في الإسلام، وقد حذرنا القرآن الكريم منه في آيات عديدة. وقد علمنا أن التنمر يؤذي الضحية ويضر بصحته العقلية والجسدية، وقد يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة. ولهذا فإننا مطالبون جميعًا بأن نكون متسامحين ومتعاطفين مع الآخرين، وأن نتحلى بالسلم والاحترام في تعاملنا معهم، وأن نتجنب التنمر عليهم مهما كانت أسبابنا.