المقدمة:
التضامن والتَّعاون قيمتان أساسيتان في الإسلام، وهما أساس بناء مجتمع مسلم قوي ومتماسك. وقد حث القرآن الكريم على التضامن والتَّعاون في العديد من الآيات، داعياً المسلمين إلى الاتحاد والعمل معًا لتحقيق الخير والصلاح.
1. التضامن والتَّعاون في العبادات:
– حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في العبادات، ففي قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، يدعو الله المسلمين إلى التعاون على فعل الخير والتقوى، والابتعاد عن التعاون على الإثم والعدوان.
– يعتبر التعاون في العبادات من صور التضامن بين المسلمين، فعندما يجتمع المسلمون لأداء صلاة الجماعة أو صوم رمضان أو الحج، فإنهم يتوحدون ويتضامنون مع بعضهم البعض، وذلك يزيد من أواصر المحبة والأخوة بينهم.
– كما أن التعاون في العبادات يساعد على نشر الخير والصلاح في المجتمع، فعندما يجتمع المسلمون لأداء العبادات معًا، فإنهم يشجعون بعضهم البعض على فعل الخير، وينشرون الخير في المجتمع.
2. التضامن والتَّعاون في المعاملات:
– حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في المعاملات، ففي قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعُقُودِ إِنَّ الْعُقُودَ كَانَتْ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34]، يدعو الله المسلمين إلى الوفاء بالعقود والعهود، لأن العقود والعهود تعتبر من صور التعاون بين الناس.
– كما حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في البيع والشراء، ففي قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]، أباح الله البيع وحرم الربا، وذلك لأن البيع يعتبر من صور التعاون بين الناس، بينما الربا يعتبر من صور الاستغلال.
– كما حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في إقراض المال، ففي قوله تعالى: {وَأَن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17]، يدعو الله المسلمين إلى إقراض المال لله تعالى، أي إقراض المال للمحتاجين والفقراء، وذلك يعتبر من صور التعاون بين الناس.
3. التضامن والتَّعاون في العمل:
– حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في العمل، ففي قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]، يدعو الله المسلمين إلى التعاون على فعل الخير والتقوى، وذلك يشمل التعاون في العمل.
– كما حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في الزراعة والصناعة والتجارة، ففي قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25]، يدعو الله المسلمين إلى استخراج الحديد واستخدامه في صناعة الأسلحة والأدوات والآلات، وذلك يعتبر من صور التعاون بين الناس.
– كما حث القرآن الكريم المسلمين على التضامن والتَّعاون في بناء العمران، ففي قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِ