أذكار بعد الصلاة المفروضة:
مقدمة:
تعتبر الأذكار بعد الصلاة المفروضة من السنن المؤكدة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه وتزيد من حسناته. وهناك العديد من الأذكار التي يمكن للمسلم أن يقرأها بعد كل صلاة مفروضة، ومنها:
1. الاستغفار:
• فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثلاث مَراتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ”. [رواه الترمذي]
• ففي الحديث السابق يُبين فضل الاستغفار وأنّه يكفّر السيئات، فالمسلم يأمل بمغفرة ذنوبه عن طريق الاستغفار.
• وورد في حديث آخر: “وَمَنْ لَمْ يَستَغْفِرِ اللَّهَ فِي يَوْمِهِ وَليْلَتِهِ مائَةَ مَرَّةٍ لَعَنَهُ مائَةُ مَلَكٍ”. [رواه الترمذي]
2. الصلاة على النبي:
• فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْراً”. [رواه مسلم]
• ففي الحديث السابق يشرح النبي صلى الله عليه وسلم فضل الصلاة على النبي وأنّ الله سيصلي على عباده الذين صلوا على نبيّه صلى الله عليه وسلم عشرة أمثال ما صلوا عليه.
• فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي سبب لفك الكرب ورفع الدرجات في الجنة.
3. قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين:
• فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد كل صلاة: “أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ”. [رواه أبو داود]
• ففي الحديث السابق يكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن الأذكار التي كان يواظب عليها بعد كل صلاة، ومنها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والاستغفار.
• قال ابن باز رحمه الله: “الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقراءة المعوذتين بعد كل صلاة سنة نبوية يجب المحافظة عليها، والإنسان محتاج إليها، فهو يتعرض في هذا الزمان أو في كل زمان إلى ما يفسده في دينه وخلقه، فهو بحاجة إلى الله عز وجل أن يهديه ويقويه وينصره ويثبته على الجادة، وعلى الحق”.
4. ذكر الله تعالى:
• فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحَمِدَهُ ثلاثًا وثلاثينَ، وكَبَّرَهُ أربعًا وثلاثينَ، كانَتْ لَهُ عدلُ عشرِ حُججٍ مبروراتٍ”. [رواه البخاري]
• ففي الحديث السابق يشرح النبي صلى الله عليه وسلم الأذكار المحددة التي يجب على المسلم أن يواظب عليها في دبر كل صلاة.
• فذكر الله تعالى هو من أعظم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهو سبب لدرجات الجنة العالية.
5. الدعاء:
• فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ”. [رواه الترمذي]
• ففي الحديث السابق يوضّح النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الدعاء هو العبادة، وأنّ العبد يجب أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى.
• فالدعاء هو لجوء العبد إلى ربه وحده، والطلب منه وحده، وهو سبب لتحقيق الأمنيات وقضاء الحوائج.
6. الإحسان إلى الناس:
• فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإحْسَانُ إِلَى النَّاسِ حُسْنُ الخُلْقِ”. [رواه أحمد]
• ففي الحديث السابق يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الإحسان إلى الناس من أعظم القربات إلى الله تعالى وأنّه سبب لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
• فالإحسان إلى الناس يشمل برّ الوالدين وصلة الأرحام وإطعام الطعام وإفشاء السلام والإحسان إلى الجيران والمساكين وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
7. الاستغفار والدعاء لقضاء الحوائج:
• فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ دَعَا اللَّهَ بِهَذِهِ الدُّعَاءِ أَوْ قَالَهَا قُضِيَتْ لَهُ حَاجَتُهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِي”. [رواه الترمذي]
• ففي الحديث السابق يكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن أهمية الدعاء والاستغفار وقضاء الحوائج، وأنّ المسلم يجب أن يحرص على الدعاء إلى الله تعالى والاستغفار وقضاء الحوائج.
• فالدعاء والاستغفار لقضاء الحوائج من أعظم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهو سبب لدرجات الجنة العالية.
الخاتمة:
وختامًا، فإن الأذكار بعد الصلاة المفروضة من السنن المؤكدة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه وتزيد من حسناته. وهناك العديد من الأذكار التي يمكن للمسلم أن يقرأها بعد كل صلاة مفروضة، ومنها: الاستغفار، والصلاة على النبي، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وذكر الله تعالى، والدعاء، والإحسان إلى الناس، والاستغفار والدعاء لقضاء الحوائج.