الاستعارة التمثيلية
تمثل الاستعارة التمثيلية شكلًا من أشكال المجاز اللغوي، حيث يتم تشبيه شيء حسي بشيء معقول، أو شيء مادي بشيء معنوي، أو شيء مجرّد بشيء ملموس. وقد حظيت هذه الاستعارة باهتمام واسع من قبل البلاغيين والأدباء، لما لها من دور كبير في إثراء اللغة العربية وإضفاء البلاغة والجمال عليها.
أنواع الاستعارة التمثيلية
تصنف الاستعارة التمثيلية إلى عدة أنواع رئيسية، منها:
الاستعارة المكنية:
وهي الاستعارة التي يتم فيها استبدال اسم شيء بآخر يشبهه في صفة أو أكثر، مع حذف لفظ المشبه، مثل قول الشاعر:
أبيتُ ليلةً عند ذاتِ حُجْرةٍ وأسدُ الحىِّ عكوفٌ في أَعْرافِها
حيث جعل الشاعر الأسد كالحارس العكوف على الحجرة، فاستعار له لفظ “أسد الحى” لحراسته المنيعة للحجرة، مع حذف المشبه وهو الحارس.
الاستعارة التصريحية:
وهي الاستعارة التي يتم فيها استبدال اسم شيء بآخر يشبهه في صفة أو أكثر، مع ذكر كل من المشبه والمشبه به، مثل قول الشاعر:
بَدرٌ تَرى طلعةَ البشري من محياهِ واستعار الشاعر لوجه المحبوب لفظ “بدر”، لجماله ونوره، مع ذكر كل من المشبه والمشبه به.
الاستعارة بالكناية:
وهي الاستعارة التي يتم فيها استعمال لفظ لازم في غير ما وضع له، مثل قول الشاعر:
قد ذهب النهار وأقبل الليلُ حيث استعمل الشاعر لفظ “أقبل” في غير ما وضع له، فجعله في معنى “جاء”، لأن الليل لا يُقبل، ولكنه يأتي.
الاستعارة المرشحة:
وهي الاستعارة التي يتم فيها استعمال لفظ مشترك في معنيين حقيقي ومجازي، مثل قول الشاعر:
وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها واستعار الشاعر لفظ “أظفار” في غير ما وضع له، فجعله في معنى “سهام”، لأن المنية لا يكون لها أظفار حقيقية، ولكنها تمثل سهام الموت.
الاستعارة التخييلية:
وهي الاستعارة التي يتم فيها استعمال لفظ مجازي في غير ما وضع له، مع وجود قرينة تدل على المجاز، مثل قول الشاعر:
فأمطرتْ لؤلؤاً من نرجسٍ مُتفتِّقٍ حيث استعار الشاعر لفظ “لؤلؤاً” في غير ما وضع له، فجعله في معنى “الندى”، لأن الندى لا يكون لؤلؤاً حقيقياً، لكنها تتشابه معه في الصفات.
الاستعارة المضمنة:
وهي الاستعارة التي يتم فيها استعمال لفظ مجازي في غير ما وضع له، مع عدم وجود قرينة تدل على المجاز، مثل قول الشاعر:
رأيت أسداً ضارياً في الحربِ حيث استعار الشاعر لفظ “أسداً” في غير ما وضع له، فجعله في معنى “رجل شجاع”، دون وجود قرينة تدل على المجاز.
الاستعارة المكنية التصريحية:
وهي الاستعارة التي تجمع بين خصائص الاستعارة المكنية والتصريحية، مثل قول الشاعر:
رأيتُ شمسَ الجمالِ في سماءِ الدجى ساطعةً
حيث استعار الشاعر لوجه المحبوب لفظ “شمس الجمال”، مع ذكر كل من المشبه والمشبه به.
خاتمة
تعد الاستعارة التمثيلية من أهم وأشهر أنواع المجاز اللغوي، ولها دور كبير في إثراء اللغة العربية وإضفاء البلاغة والجمال عليها. وتنقسم الاستعارة التمثيلية إلى عدة أنواع رئيسية، منها الاستعارة المكنية والتصريحية والبالكناية والمرشحة والتخييلية والمضمنة والمُكْنِيَّةُ التصريحية. وقد حظيت هذه الاستعارة باهتمام واسع من قبل البلاغيين والأدباء، لما لها من دور كبير في إثراء اللغة العربية وإضفاء البلاغة والجمال عليها.