مقدمة
الاستفهام في اللغة العربية هو طلب العلم بشيء لا يعلمه السائل، سواء كان ذلك الطلب طلباً حقيقياً أو مجازياً. أما الاستفهام في القرآن الكريم فهو من الأساليب القرآنية الرائعة التي تشد انتباه القارئ وتجعله يتفكر ويتدبر في معاني الآيات الكريمات. وللاستفهام في القرآن الكريم أنواع عديدة منها الاستفهام الإنكاري والاستفهام التعجبي والاستفهام التقريري وغيرها.
أنواع الاستفهام في القرآن الكريم
1. الاستفهام الإنكاري:
وهو استفهام يدل على نفي الشيء المستفهم عنه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “هل”، مثل قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ} [السجدة: 27].
الطريقة الثانية: أن يكون الاستفهام بغير لفظ “هل”، مثل قوله تعالى: {وَمَن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} [الأنعام: 21].
2. الاستفهام التعجبي:
وهو استفهام يدل على التعجب من الشيء المستفهم عنه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ} [نازعات: 27].
الطريقة الثانية: أن يكون الاستفهام بغير لفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {فَعَجِبْتُ مِمَّنْ عَمِلَ عَمَلًا فَأَتْقَنَهُ} [القصص: 26].
3. الاستفهام التقريري:
وهو استفهام يدل على تقرير الشيء المستفهم عنه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَأَنتَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي نَعْبُدُهُ} [الأعراف: 126].
الطريقة الثانية: أن يكون الاستفهام بغير لفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8].
4. الاستفهام التسجيلي:
وهو استفهام يدل على تسجيل الشيء المستفهم عنه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [البقرة: 107].
الطريقة الثانية: أن يكون الاستفهام بغير لفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبُّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
5. الاستفهام الاستنكاري:
وهو استفهام يدل على استنكار الشيء المستفهم عنه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَفَأَمِنتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الإسراء: 68].
الطريقة الثانية: أن يكون الاستفهام بغير لفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَوَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَصَرَّفَنَاهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ} [الزمر: 21].
6. الاستفهام البلاغي:
وهو استفهام لا يقصد به طلب العلم، وإنما يقصد به تقرير الشيء المستفهم عنه أو تعليمه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَتَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ} [الفرقان: 44].
الطريقة الثانية: أن يكون الاستفهام بغير لفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115].
7. الاستفهام الافتراضي:
وهو استفهام يدل على افتراض الشيء المستفهم عنه، ويكون ذلك بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن يكون الاستفهام بلفظ “أ”، مثل قوله تعالى: {وَإِذَا