أهمية الحضانة في الإسلام
مقدمة:
الحضانة هي حق مشروع للطفل، مكفول له شرعاً وقانوناً، وهي رعاية الطفل وحمايته وتوفير كل ما يحتاج إليه من مأكل وملبس ومشرب وتعليم وتربية، وتعد الحضانة من أهم الأمور التي يجب أن يحظى بها الطفل، فهي تؤثر بشكل كبير على نموه النفسي والجسدي والعقلي والاجتماعي، وقد أولى الإسلام الحضانة أهمية كبيرة، ووضع لها ضوابط وقواعد تضمن تحقيق مصلحة الطفل الفضلى.
1. الحضانة في القرآن الكريم:
ورد ذكر الحضانة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة: 233]، وفي قوله تعالى: ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا﴾ [البقرة: 233].
وقد استدل الفقهاء من هذه الآيات الكريمة على وجوب الحضانة وجعلها حقاً للطفل، وأنها يجب أن تستمر لمدة عامين كاملين على الأقل.
2. الحضانة في السنة النبوية:
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة في الحضانة، ومنها قوله: “الأم أحق بولدها ما لم تتزوج”، وقوله: “لا تضار والدة بولدها، ولا والد بولده”، وقوله: “من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة”.
وقد استدل الفقهاء من هذه الأحاديث النبوية الشريفة على أن الأم هي أولى الناس بحضانة ولدها، وأن للوالدين حق في حضانة أولادهم، وأن التفريق بين الأم وولدها أو بين الأب وولده من الأمور المحرمة.
3. الحضانة في الفقه الإسلامي:
وضع الفقهاء المسلمون ضوابط وقواعد كثيرة للحضانة، منها أن الأم أولى بحضانة ولدها الذكر حتى يبلغ سبع سنين، وأن الأب أولى بحضانة ولده الذكر بعد بلوغه سبع سنين، وأن الأم أولى بحضانة ابنتها حتى تبلغ تسع سنين، والأب أولى بحضانة ابنته بعد بلوغها تسع سنين، وأن الحضانة تسقط إذا تزوجت الأم، وأنها لا تسقط بتزوج الأب.
كما وضع الفقهاء ضوابط وقواعد لانتقال الحضانة من الأم إلى الأب أو العكس، ولشروط نقل الحضانة إلى الغير، ولأحكام نفقة المحضون، وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بالحضانة.
4. أهمية الحضانة للطفل:
للحضانة أهمية كبيرة للطفل، فهي تؤثر بشكل كبير على نموه النفسي والجسدي والعقلي والاجتماعي، وتوفر له الأمن والاستقرار العاطفي وتساعده على النمو والتطور بشكل صحي وسليم.
كما أن الحضانة تلعب دوراً مهماً في تنمية شخصية الطفل وتكوين هويته، وتساعده على اكتساب القيم الأخلاقية والاجتماعية وتنمي لديه مهارات التعامل مع الآخرين.
5. أهمية الحضانة للمجتمع:
للحضانة أهمية كبيرة للمجتمع، فهي تساهم في بناء جيل سليم معافى نفسياً وجسدياً وعقلياً واجتماعياً، وهذا الجيل هو الذي سيبني مستقبل المجتمع ونهضته.
كما أن الحضانة تساهم في الحد من الجريمة والانحراف، فالأطفال الذين يحظون بحضانة جيدة يكونون أقل عرضة للوقوع في الجريمة أو الانحراف، وذلك لأنهم يحصلون على الرعاية والحب والاهتمام اللازمين لنموهم وتطورهم بشكل صحي وسليم.
6. التحديات التي تواجه الحضانة في العالم الإسلامي:
هناك العديد من التحديات التي تواجه الحضانة في العالم الإسلامي، منها الفقر والجهل وانتشار الأمراض والنزاعات المسلحة، والتي تؤدي إلى تفكك الأسر وحرمان الأطفال من الحضانة.
كما أن هناك العديد من العادات والتقاليد السلبية التي تحول دون حصول الأطفال على الحضانة المناسبة، ومنها تزويج الفتيات في سن مبكرة، وحرمان الأمهات من حضانة أطفالهن بعد الزواج.
7. الجهود المبذولة لتعزيز الحضانة في العالم الإسلامي:
هناك العديد من الجهود المبذولة لتعزيز الحضانة في العالم الإسلامي، منها إنشاء مراكز رعاية الأطفال ودور الحضانة، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر التي تعاني من الفقر، وتوعية المجتمع بأهمية الحضانة وحقوق الطفل.
كما أن هناك العديد من المنظمات الدولية التي تعمل على تعزيز الحضانة في العالم الإسلامي، ومنها منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.
الخاتمة:
الحضانة من أهم الأمور التي يجب أن يحظى بها الطفل، فهي تؤثر بشكل كبير على نموه النفسي والجسدي والعقلي والاجتماعي، وقد أولى الإسلام الحضانة أهمية كبيرة، ووضع لها ضوابط وقواعد تضمن تحقيق مصلحة الطفل الفضلى، وهناك العديد من التحديات التي تواجه الحضانة في العالم الإسلامي، إلا أن هناك العديد من الجهود المبذولة لتعزيز الحضانة في العالم الإسلامي.