مقدمة:
الأخ هو السند والعضد وهو نصف الروح، هو من يشاركنا ضحكاتنا ودموعنا، وهو من يقف معنا في السراء والضراء، هو من يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، وهو من يمد لنا يد العون في وقت الشدة، والأخ هو الذي لا غنى عنه في حياتنا، فالأشقاء هم رباط الدم والمودة والمحبة، هم الأشخاص الذين ننشأ معهم ويكبرون معنا، وهم الذين نتقاسم معهم ذكريات الطفولة والشباب والكهولة، وهم الذين يقفون إلى جانبنا في كل خطوة في الحياة، لذا فهم يستحقون منا كل الحب والاهتمام والتقدير.
1. الأخوة في الإسلام:
الأخوة في الإسلام هي أسمى مراتب الأخوة، فهي أخوة الإيمان والتقوى والمحبة في الله، وهي أخوة لا تنقطع ولا تتأثر بالخلافات أو المشاكل الدنيوية، وقد أمرنا الله تعالى بالإحسان إلى الإخوان، فقال سبحانه وتعالى: “وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” (النحل: 91).
وقد جعل الله تعالى الأخوة في الإسلام من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع رحم” (رواه البخاري ومسلم).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” (رواه البخاري ومسلم).
2. فضل الأخ الصالح:
للأخ الصالح فضل كبير في حياة أخيه، فهو عون له على طاعة الله تعالى، وهو ناصح له في أمور دينه ودنياه، وهو معين له على تحمل أعباء الحياة ومشاكلها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” (رواه البخاري ومسلم).
والأخ الصالح هو الذي يفرح لفرح أخيه ويحزن لحزنه، وهو الذي يقف إلى جانبه في السراء والضراء، وهو الذي لا يتخلى عنه وقت الشدة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (رواه مسلم).
والأخ الصالح هو الذي يحفظ لأخيه حرماته، وهو الذي لا يغتابه ولا ينم عليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه” (رواه مسلم).
3. حقوق الأخ:
للأخ على أخيه حقوق كثيرة، منها: حقه في الإحسان إليه، وحقه في النصيحة، وحقه في العون والمساعدة، وحقه في حفظ حرماته، وحقه في عدم ظلمه أو أذيته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه” (رواه البخاري ومسلم).
ومن حقوق الأخ على أخيه أن يبر والديه، وأن يصلهما بالرحمة والبر والإحسان، وأن يطيعهما في غير معصية الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين من أعظم الجهاد” (رواه أحمد والترمذي).
ومن حقوق الأخ على أخيه أن يحسن تربية أبنائه، وأن يعلمهم الأخلاق الفاضلة والآداب الحميدة، وأن يجعلهم صالحين مفيدين للمجتمع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأولاد أكباد منا، فمن أحسن إليهم أحسن إلينا، ومن أساء إليهم أساء إلينا” (رواه أحمد والترمذي).
4. واجبات الأخ:
للأخ واجبات كثيرة تجاه أخيه، منها: واجب الإحسان إليه، وواجب النصيحة، وواجب العون والمساعدة، وواجب حفظ حرماته، وواجب عدم ظلمه أو أذيته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه” (رواه البخاري ومسلم).
ومن واجبات الأخ تجاه أخيه أن يحب له ما يحب لنفسه، وأن يكره له ما يكره لنفسه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” (رواه البخاري ومسلم).
ومن واجبات الأخ تجاه أخيه أن يسامحه إذا أخطأ في حقه، وأن يتجاوز عن زلاته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله قلبه رضى” (رواه البخاري ومسلم).
5. الأخوة في وقت الشدة:
الأخوة الحقيقية تظهر في وقت الشدة، عندما يكون الأخ محتاجًا إلى أخيه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (رواه مسلم).
وفي وقت الشدة، يقف الأخ إلى جانب أخيه ويسانده ويدعمه، ولا يتخلى عنه مهما كانت الظروف، وقد قال الشاعر:
وإذا ما بدت من ظالم لك شرارة …
فأخوك الذي يأتي إليك بنارها
والأخ هو الذي يواس أخاه في مصائبه وأحزانه، ويخفف عنه همومه ومتاعبه، وقد قال الشاعر:
أخي لا تخف إن حل خطب فإنني …
أهون منك المصائب والمصيرا
6. الأخوة في وقت الرخاء:
الأخوة الحقيقية لا تقتصر على وقت الشدة فقط، بل تمتد لتشمل وقت الرخاء أيضًا، فالأخ هو الذي يفرح لفرح أخيه ويسعد لسعادته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه” (رواه البخاري ومسلم).
وفي وقت الرخاء، يشارك الأخ أخاه أفراحه وأطراحه، ويقف إلى جانبه في كل خطوات حياته، وقد قال الشاعر:
أخي أنت جناحي حين أهوى …
وإني لأدري أنني إن سقطت …
سأجدك تحتي كي أعود إلى سمائي
والأخ هو الذي يدعم أخاه ويسانده في تحقيق أهدافه وطموحاته، وقد قال الشاعر:
أخي أنت ظهري حين أحمل همي …
وإني لأدري أنني إن تعثرت …
سأجدك تمسك بيدي كي لا أسقط
7. الأخوة في الشعر:
كثير من الشعراء تغنوا بالأخوة ووصفوا فضلها ومكانتها في الحياة، ومن أبرز القصائد التي قيلت في الأخوة قصيدة الشاعر أحمد شوقي بعنوان “الأخوة”:
الأخوة يا نعماك في كل حادث …
عز للإخوة عز كنز لا ينفد
وعون على الأعداء عون على الردى …
وعز على الأيام أن تتبدد
ومن القصائد المشهورة أيضًا قصيدة الشاعر أبو تمام بعنوان “الأخوة”:
أخي ثروت الدنيا ونعمى زمانها …
ويا زينة الدنيا وحلي ازمانها
ولي صاحبا خير الصحابة كلها …
ولا خير في الدنيا بلا إخوانها
ومن القصائد الجميلة أيضًا قصيدة الشاعر المتنبي بعنوان “الأخوة”:
وإذا صدقت أخاك فكن واثقًا …
بالصدق أن أخاك مثلك صادق
وإذا ابتليت بأخ لك غادر …
فاصبر عليه ولا تكن من بائق
خاتمة:
الأخ هو السند والعضد وهو نصف الروح، هو من يشاركنا ضحكاتنا ودموعنا، وهو من يقف معنا في السراء والضراء، هو من يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، وهو من يمد لنا يد العون في وقت الشدة، والأخ هو الذي لا غنى عنه في حياتنا، فالأشقاء هم رباط الدم والمودة والمحبة، هم الأشخاص الذين ننشأ معهم ويكبرون معنا، وهم الذين نتقاسم معهم ذكريات الطفولة والشباب والكهولة، وهم الذين يقفون إلى