المقدمة:
العلم هو منار المعرفة والنور الذي ينير دروب الحياة، وهو أساس النهضة والتقدم والازدهار، وقد حثّنا ديننا الإسلامي على طلب العلم منذ نعومة أظفارنا وحتى الممات، فقال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إلى الجنةِ”. وفي هذا المقال، سنستعرض أجمل ما قيل عن العلم في الشعر العربي، حيث تتجلى عظمة العلم وأهميته في أبيات الشعراء الذين تغنّوا به وأشادوا بمكانته الرفيعة.
1. فضل العلم:
لقد حثّنا ديننا الإسلامي على طلب العلم ونيله، فقد قال تعالى: “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”، ومن المعلوم أن الاطلاع على العلوم يزيد من تقوى المؤمن ويعمق معرفته بربه وخلقه، ومن المعلوم أن العلم هو ما يعين الإنسان على عبادة ربه- عز وجل- ويدله إلى ما ينفعه ويصلحه.
قال الشاعر أحمد شوقي:
العلمُ زَيِّن أهله وليس بالمال والجاه
والجاهُ والمالُ لا يدومان والعلمُ يبقى على الزمان
وقال أبو تمام:
وإذا أردت معالي الأمور فانظر بعينيك غير النائم
وكن ابن علمٍ ولا تكن ابن غنى فإن غناء العلم ليس بغائب
2. أهمية العلم:
العلم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها، وهو السبيل الوحيد لخروجها من ظلمات الجهل والتخلف، فعندما تكون الأمم متعلمة ومثقفة، فإنها تكون قادرة على مواجهة التحديات والنهوض باقتصادها ومجتمعها.
قال الشاعر محمود سامي البارودي:
العلمُ يبني للمكرمات بيوتًا والعلم عزٌ لمن دان للعلوم
لا خير في قومٍ إذا جهلوا ضلوا عن الرشد المستقيم الذميم
وقال المتنبي:
العلمُ أشرفُ ما حباه الفتى مِن طارفٍ أو حكمةٍ أو أدب
فاحرص عليه؛ فإن أحرزته فلا تضع في المعضلات الحسب
3. ثمار العلم:
العلم يُثمر المعرفة والفهم، كما يُثمر الحكمة والوعي، فعندما يكون الإنسان عالماً ومتعلمًا، فإنه يكون قادرًا على فهم الأشياء وتحليلها والتوصل إلى القرارات السليمة.
قال الشاعر أبو العتاهية:
العلمُ خيرٌ من الدراهمِ دُرَاً تعظم في عُيُونِ أهْلِ العُلُومِ
إذا افتقر عالمٌ ألْقَى إليْهِ براحلِه كرامةً للعِلُومِ
وقال ابن الرومي:
العلمُ زادٌ إذا ما ارتحلتَ به في الدار كانت لك الحظوة والكرم
العلمُ نورٌ لمن شاء استفادته والعلمُ عز لمن دان للعلم
4. فضل العلماء:
العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم الذين يهدون الناس إلى طريق الخير والصلاح، وهم المصباح الذي ينير دروب الحياة، ويُخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف.
قال الشاعر أبو فراس الحمداني:
وإذا افتخر علماء بلدٍ فالعلم أعز الفخرات
فلا يغرنك مالٌ ولا حسبٌ إذا انتكست الرغبات
وقال أبو تمام:
إذا غرقت في بحر فضل عالمٍ فقل له: يا بحر, يا زاخرا فيضا
أنا من جواهر حكمتك المستديرة فاعظم بها لؤلؤة غوّاصها عمّا
5. العلم نور:
العلم هو النور الذي يُخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف، وهو الذي يضيء لهم الدرب وينير لهم الطريق، وعندما يكون الإنسان عالماً ومتعلمًا، فإنه يكون قادرًا على فهم الأشياء وتحليلها والتوصل إلى القرارات السليمة.
قال الشاعر أبو القاسم الشابي:
العلمُ نورٌ يبدد كلَّ ظلمةٍ والعلمُ خيرُ دواءٍ كلِّ موجعِ
العلمُ روحٌ وأنتَ الجسد الذي تهدى به في غياباتِ المدلهم
وقال الشاعر محمد إقبال:
العلمُ نورٌ يضيءُ لنا الطريقَ ويخلُصُنا من ظلامِ الجهالة
العلمُ سلاحٌ قويٌ نستطيعُ بهِ أن نُغيرَ العالمَ نحوَ الأفضل
6. العلم قوة:
العلم قوة، وهو الذي يُمكن الإنسان من السيطرة على الأشياء واستغلالها لصالحه، فعندما يكون الإنسان عالماً ومتعلمًا، فإنه يكون قادرًا على فهم القوانين التي تحكم الكون والطبيعة، واستخدامها لتطوير التكنولوجيا والابتكار.
قال الشاعر أحمد شوقي:
العلمُ سلاحٌ الفتَى في نهاره والجهلُ أدهى وأمرُّ من حِمام
ومن نجا من شر جهله فقد نجا من شرِّ كلِّ ما يُرام
وقال المتنبي:
العلمُ حصنٌ حصينٌ منيعٌ والجهلُ ذُلٌ مهينٌ حقيرُ
فمن أراد العُلا، فليُحصن نفسهُ بسلاحٍ من العلمِ مأثور
7. العلم حياة:
العلم حياة، وهو الذي يُمكن الإنسان من التفاعل مع محيطه واستكشافه واكتشافه، وعندما يكون الإنسان عالماً ومتعلمًا، فإنه يكون قادرًا على فهم العالم من حوله واتخاذ القرارات السليمة.
قال الشاعر أبو الطيب المتنبي:
العلم حياة، والجهل موت والجهل عارٌ، والعلم تاج
ومن نال علماً زاد فضلاً ومن حاز فضلاً طاب عيش
وقال الشاعر أحمد شوقي:
العلمُ حياةٌ للأممِ والشعوبِ والعلمُ رأسُ المالِ للأفرادِ
فمن أرادَ العيشَ رغداً هنيئاً فعليهِ بالعلمِ الجليلِ يُجاد
الخاتمة:
وفي ختام هذا المقال، نكون قد استعرضنا أجمل ما قيل عن العلم في الشعر العربي، حيث تتجلى عظمة العلم وأهميته في أبيات الشعراء الذين تغنّوا به وأشادوا بمكانته الرفيعة، وقد بيّنا فضل العلم وأهميته وثماره وفضل العلماء، وكيف أن العلم نور وقوة وحياة. ولا يسعنا إلا أن نحثّ الجميع على طلب العلم ونيله، فهو زينة الدنيا ونور الآخرة، وهو الذي يرفع الإنسان إلى أعلى المراتب وأسمى الدرجات.