المقدمة
حسن الخلق هو إحدى الصفات الحميدة التي تجعل صاحبها محبوبا بين الناس، وهو من أهم الأمور التي حث عليها الإسلام وأمر بها، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا).
أحاديث صحيحة عن حسن الخلق
وردت العديد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحث على حسن الخلق، ومن هذه الأحاديث:
1. حديث حُسن الخُلق من الإيمان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ)، وفي رواية: (حُسْنُ الخُلُقِ مِنَ الإِيمَانِ).
دل الحديث على أن حسن الخلق من علامات الإيمان، وأن ترك ما لا يعنيه من حسن الخلق.
ومن حسن الخلق ترك الغيبة والنميمة، قال تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ صَدِّيقًا فَلْيَتَرُكْ الْغِيبَةَ).
2. حديث كمُل الإيمان مَن حَسُنَ خُلقُه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ المومنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا).
دل الحديث على أن أكمل المؤمنين إيمانًا هو أحسنهم خلقًا، وأن حسن الخلق من علامات كمال الإيمان.
ومن حسن الخلق التواضع، قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تَوَاضَعُوا يَرْفَعْكُمُ اللَّهُ).
3. حديث بِحسن الخُلق تَدخُلون الجنة:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بِالْمَرْءِ خَسْلَةً لِيَدْخُلَ بِهَا الْجَنَّةَ: حُسْنُ الخُلُقِ، وَحَبُ الْخَيْرِ، وَتَقْوَى اللهِ).
دل الحديث على أن حسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنة، وأن حُب الخير وتقوى الله من أسباب دخول الجنة أيضًا.
ومن حسن الخلق الرفق والرحمة، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ).
4. حديث إنَّ أعجب الخلق إلى اللَّه…:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَعْجَبَ الخَلْقِ إِلَى اللَّهِ أَجْوَدُهُمْ وَأَحْسَنُهُمْ خُلُقًا).
دل الحديث على أن أحب الخلق إلى الله تعالى أجودهم وأحسنهم خلقًا.
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الجار، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِلَى جِيرَانِكُمْ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ).
5. حديث ألا أُخبِرُكُم بأحبِّكم إليَّ…:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القيامةِ؟ حُسْنُ أخْلَاقِكُمْ).
دل الحديث على أن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة أحسنهم خلقًا.
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الوالدين، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ).
6. حديث يقول اللَّه أدِّبني…:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللَّهُ أَنَا عِنْدَ الظَّنِّ بِي، وَأَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِذَا ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِذَا ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْ مَلَئِهِ، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
دل الحديث على أن الله تعالى يجازي العبد على حسن خلقه بحسن الجزاء.
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الأيتام، قال تعالى: (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ).
7. حديث إنَّما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأخْلَاقِ).
دل الحديث على أن من أسباب بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إتمام مكارم الأخلاق.
ومن حسن الخلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ