المقدمة
النفاق هو إظهار خلاف ما يبطن، وهو من الصفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام ووصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأبشع الصفات، وذكر أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
أحاديث عن النفاق
1. معنى النفاق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” (رواه البخاري ومسلم).
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان” (رواه البخاري ومسلم).
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المراء في النار، وكل مراء ففي النار إلا الذي يخاصم في الحق وهو مظلوم” (رواه الترمذي وابن ماجه).
2. أقسام النفاق:
النفاق الأكبر: وهو النفاق الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام، وهو أخطر أنواع النفاق، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء: 145).
النفاق الأصغر: وهو النفاق الذي يظهر فيه المسلم خلاف ما يبطن من غير أن يكفر، مثل أن يظهر الحب وهو يضمر البغض، أو يظهر الإيمان وهو يضمر الكفر.
3. أسباب النفاق:
ضعف الإيمان: قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُنَافِقُونَ هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} (النساء: 137).
حب الدنيا: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} (الحج: 11).
اتباع الهوى: قال تعالى: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (ص: 26).
4. علامات النفاق:
قلب المنافق يكون معلقًا بين الإيمان والكفر، قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} (البقرة: 10).
المنافق متلون يظهر لكل شخص ما يحب، قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} (البقرة: 14).
المنافق كثير الكذب، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ} (العنكبوت: 68).
5. عقوبة النفاق:
المنافقون في الدرك الأسفل من النار، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء: 145).
المنافقون ملعونون من الله، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (المائدة: 78).
المنافقون محرومون من رحمة الله، قال تعالى: {قُل لِلْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ لَهُمْ أَبَدًا} (النساء: 137).
6. كيفية التخلص من النفاق:
الإكثار من ذكر الله تعالى، قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (الأعراف: 205).
الإكثار من قراءة القرآن الكريم، قال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (الزمر: 18).
مراقبة الله تعالى، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة: 231).
7. الفرق بين النفاق والكذب:
النفاق هو إظهار خلاف ما يبطن، أما الكذب فهو قول ما يعلم أنه غير صحيح.
النفاق أخطر من الكذب، لأن المنافق يظهر الإسلام وهو يبطن الكفر، أما الكاذب فقد يكذب لأسباب مختلفة.
المنافق يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة، أما الكاذب فقد يعفى عنه إذا تاب وأناب.
الخاتمة
النفاق من الصفات الذميمة التي يجب على المسلم أن يتجنبها، وعليه أن يتحلى بالصدق والإخلاص في أقواله وأفعاله.